عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة).. رغم استمرار الفريق الهلالي في تقديم مستويات لا ترتقي ولا تتناسب مع إمكانية لاعبيه وسمعة الفريق وكذلك خسارته للعديد من النقاط في بنك الدوري من خلال خسارة وعدة تعادلات، إلا أنه ما زال يغرّد خارج السرب دون منافس وأقرب فريق له نقطياً فريق الأهلي ويفصلهم حتى قبل الجولة الـ20 أربع نقاط لصالح الهلال، وبما أن الأهلي المنافس الوحيد ما زال يبحث عن ذاته ولا يستطيع بوضعه الحالي أن يكون بطلاً فإن الهلال رغم هبوط مستوى الفريق بصفة عامة سيكون البطل الأكثر والأوفر حظاً في تحقيق بطولة دوري المحترفين السعودي وعطفاً على كل ما سبق ذكره، فالحقيقة أن أحداث الدوري ومنعطفاته وهبوط مستوى الفرق وتذبذب الأداء العام يعد السبب الرئيسي لغياب الإثارة التي دائماً ما تكون العلامة الأبرز للدوري السعودي، وقد انعكست تلك المستويات والأداء الضعيف كذلك على الحضور الجماهيري الذي يعتبر الأسوأ مسجلاً تراجعاً قد يكون الفريد خلال العشر سنوات الأخيرة تقريباً، حيث غابت الجماهير وغاب معها صوت المدرج إلا في بعض اللقاءات ورغم انتعاش المستوى واحتدام المنافسة بعد دخول الدوري المنعطف الأخير والخطير، وكذلك الاستقطابات الشتوية الكبيرة وتغيير المدربين إلا أن المسابقة لم ترتقِ للطموح المأمول، والدليل أن فريقين فقط من الأربعة عشر فريقاً ظلا المتنافسين معظم الجولات الماضية رغم أن الفارق يتسع في كل جولة لصالح المتصدر الهلال والذي والعلم عند الله سيكون البطل وقبل نهاية المسابقة لأن المنافسين خارج التغطية وقد تذهب البطولة لمن يستحقها رغم الظروف وهبوط المستوى وعدم الاستقرار ولكن هذه كرة القدم وفي النهاية من حصل شيئاً يستاهله.
نقاط للتأمل
- ديربي العاصمة ولقاء الكبيرين الهلال والنصر لعب بعد كتابة المقال ولم يسعفني الوقت للتطرق لأحداثه ولكن أملي أن يكون قد خرج بالتصور المأمول وبالإثارة المشوقة، وستكون فرصة سانحة لكل فريق ليقدم من خلاله لاعبيه الجدد والذي سيكون أدائهم عربون حب وتناغم لجماهير كل فريق وكلي ثقة أن المباراة دائماً ما تكون مباراة كبار تعكس التنافس الشريف والراقي لرياضة وطن بكامله بغض النظر على نتيجة اللقاء وما ستؤول إليه.
- بعد عودة الهلال من البطولة الآسيوية لم يقدم الفريق ولاعبوه الأداء المقنع والراقي باستثناء مباراة الفريق أمام الأهلي- والذي كانت أول مباراة لهم بعد الخروج الآسيوي وفاز الهلال بهدفين للاشيء إضافة إلى كثرة الإصابات وانتشارها بين لاعبي الفريق فبعد إصابة اللاعب إدواردو لحق به اللاعب عمر خربين ومن بعده نواف العابد، ومن ثم غادر الدوسري محترفاً خارجياً، ومع ذلك لم يتأثر الهلال واستمر متصدراً، وهذا أكبر دليل على أن بقية الفرق لا تملك هوية البطل ولم تستغل ظروف الهلال لتزيحه عن مركزه.
- مدرب الهلال دياز داهية ويتعلم من أخطائه، والدليل إبعاده لأبرز محترفيه الأجانب وجميعهم في خط المقدمة واعتماده على اللاعبين الذين يمكن أن يحسموا أي لقاء في المقابل نجد أن مدرب النادي الأهلي قد أبعد أبرز هداف في الفريق وفي المسابقة (عمر السومة) بسبب عدم جاهزيته، وهذا ما نفاه اللاعب، ولكن أعتقد أن الأجواء الأهلاوية ليست على ما يرام وفي الجو غيم قد تلقي بظلالها في الأيام القليلة المقبلة، وقد تؤثر على ما تبقى للفريق في جولات الدوري والبطولة الآسيوية التي تنطلق نهاية الشهر الجاري.
- سبق أن كتبت مقالاً قبل شهرين تقريباً تحت عنوان (دوري إلغاء المدربين) بدلاً من دوري المحترفين، وذلك لارتفاع عدد المدربين الذي تم استبدالهم وإلغاء عقودهم، ولكن أن يصل الأمر إلى إلغاء عقد ثلاثة مدربين دفعة واحدة ومن خلال نتائج جولة واحدة هذه أول مرة تحدث لدينا، وأعتقد لدى غيرنا وهذا أمر خطير ومقلق ودليل قاطع على عشوائية التعاقدات وعدم وجود خلفيات فنية ومالية وفكرية لدى من يمرر التعاقدات للأندية من مدربين أو لاعبين لأن العدد كبير وكبير جدا ولا يمكن القبول به لأنه يهز ثقة المدربين والمجتمعات الرياضية في الأندية لدينا والمنظومة الرياضية بصفة عامة، ناهيك عن الهدر المالي الكبير الذي بسببه أصبحت الأندية مديونة بأرقام فلكية وغير مقبولة.
خاتمة: لسنا مجبرين على تبرير المواقف لمن يسيء الظن بنا، من يعرفنا جيداً؛ يفهمنا جيداً، فالعين تكذب نفسها إن أحبت، والأذن تصدق الغير إن كرهت.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.