حين يكون العشق مرآة الحياة... ويكون الحب نديًا في عطاه.. حين تصفو المشاعر... وتتناغم الخواطر
يتيه القلب شجنًا.. فيبقى كل شيْ جميلاً وحسنًا.. صفاء الحب ميزانه... وجمال العشق ألحانه..
هذه قصيدة مهداة إلى قلب كل متيَّم أضناه الهوى... وإلى فؤاد كلِّ عاشقٍ هام في عشقه واكتوى!!
أرى فيها الجمالَ ولا تُبالي
لأنَّ جمالَها فاقَ الخيالا
وأهمسُ علّها تُولي إنتباها
تلوذُ بلحظِها وتقولُ لا لا
أُدلّلها .. أُناجيها.. فتشكو
بأني لا أُجاريها الدّلالا
سأَمنحُها عيوني إنْ أرادتْ
وإنْ طلبَت حياتي والمُحالا
فإنْ قلبٌ تعلّقَ في فتاةٍ
فسحرُ الحبِّ يمنحُها الكمالا
أَما تدري بأنّي في هواها
عشقتُ اللّيل ألتمسُ الوصالا
فؤادي أستبيحُ لها وعمري
وأوردَتي تُقطّعـُها حَلالا
وأحلامي بها أطيافُ حبي
تواسيني فأسطبر اشتعالا
فبحرُ العشقِ أمواجٌ تُغَـنّى
ومدُّ الصبِّ يمتشقُ الجبالا
فمنْ ذاقَ الغرامَ يعشْ هياماً
ومن فقدَ الغرامَ يذُقْ وَبَالا
وأقسمُ أنني إنْ عشْتُ عمري
سأعشقُها وإنْ صعُبَتْ مُنَالا
فإنْ دارتْ بها الأيامُ عني
أعيشُ الغمَّ أوهاماً توالى
وإنْ شاحتْ عن الأنظارِ ويلي
يهيمُ القلبُ يرتشفُ النّوالا
ولكني أرى في وجنتيها
ضياءً ساطعاً برْقاً تلألا
ومِن غُرِّ الجبينِ شموسُ حبي
تُشعُّ ونورُها زانَ ابتهالا
وتسمو في سماءِ الليلِ حتى
تحاكي البدر نورًا واكتمالا
فإنْ نظرتْ إليّ بطرف عينٍ
رأيتُ الحبَّ أزهارًا تِلالا
وإنْ نادتْ بإسمي دقّ قلبي
فيخفقُ عاليًا ويطيبُ بالا
فإني في هواها جُنّ عقلي
وإنْ وصموا الهوى قيلاً وقالا
تُسائلني: لماذا كلُّ هذا!
أُداعِبُها بأنّ القلبَ مالا
جمالُ الخُلقِ زادَ الحُسْنُ حُسْناً
فحسنُ الخُلقِ يُهديها الجمالا
حياءٌ لا يشابههُ حياءٌ
وتشبهُ في تغنُّجها غزالا
حباها الله أخلاقًا تسامَت
فصارت دُرّةً أضحتْ مثالا
فإنْ ضاقت بي الأيامُ حينًا
رُؤاها مبهجٌ ويصيرُ فالا
تُمازحني: وهَلْ حبّي جميلٌ!
فأعجبُ أنّها طرَحتْ سُؤالا
لأَنِّي إنْ سمعت الصوتَ منها
يفوحُ الحبُّ بلْ يقفُ امتثالا
صفاءُ الحبِّ يزدانُ ابتهاجًا
إذا القلبان ارتشفا الزُّلالا
فدقّات القلوبِ لها معانٍ
وأنغامُ الهوى تُشجي الخيالا
- شعر: د. سالم بن محمد المالك