محمد المنيف
قال لي يوما الدكتور عبد الله الجاسر (صديق المبدعين) حينما كان نائبا لوزير الثقافة والإعلام قبل تقاعده إن التشكيليين أقل مشاكل ومطالبات من بقية المبدعين من أدباء وشعراء. وكان صادقا في وصفه، فمعشر التشكيليين أكثر حلما وصبرا وتحملاً لكل ما يقع على هذا الفن، فنتج عن قلة مشاكلنا أن تسببنا فيما أصبح عليه هذا الفن في مراحل عدة وسنوات كانت بالنسبة له سنوات عجاف تعرض فيها للإهمال وغض الطرف الذي جعله في آخر قائمة اهتمامات الوزارة، فلجأ التشكيليون الشباب للتعلق بأي مناسبة أو فعالية لتقديم لوحاتهم حتى لو لم تكن تلك الفعاليات مناسبة لإبداعهم.
نعود لسكوت التشكيليين وهدوئهم الذي لم يكن ضعفا، خصوصا ممن يحمل هم الفن التشكيلي من رواده ومؤسسي بدايته قبل بعثرته، ولكنه الأمل والثقة في ما يقدم لهم من وعود بتحسين الوضع.. ولكن للأسف لم تتحقق الوعود ولم يعد للوزارة ثقلها المعهود، في دعم هذا الفن مهما قل الدعم، فلم يكن لحقوقهم حفظ فأصبحت لوحاتهم تطبع دون علمهم ويستغلون من صالات عرض غير مرخصة للفنون، وامتلأت الأسواق بلوحات مستوردة، وغيبت اللوحات المحلية، ورغم مطالبنا عبر هذه الصفحة بإيجاد نظام يحفظ حقوق التشكيليين اسوة بحفظ حقوق الأدباء وعرضنا وتحدثنا سابقا مع بعض المسؤولين أصحاب القرار في وزارة الثقافة إلا أن لا حياة لمن ننادي.
واليوم نعيد الأمل من جديد أمام معالي وزير الثقافة والاعلام د. عواد العواد، بأن يسعد التشكيليين بقرار لنظام يتم به رسم مسار هذا الفن ليحقق أهدافه، خصوصا في هذه المرحلة النشطة التي عاد للفن التشكيلي وهجه والتفتت له مؤسسات قادرة على الأخذ به عالميا وفي مقدمتهم وزارة الثقافة والإعلام، باستراتيجية وتخطيط يمنحه الحضور المحلي والعالمي المنظم، على اعلى مستوى يتنافس فيه الأجيال الجديدة ويحظى رواد الأوائل بالتقدير وحفظ جهودهم التي يجب أن تضطلع بها الوزارة التي كانت الأصل في دعم هذا الفن بعد ان تسلمته من الرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقا.