كتب - محمد المنيف:
مؤسسة بينالي الفنون الإيطالية تم تأسيسها في سنة 1895 وتم تغيير اسمها رسمياً إلى بينالي البندقية في (عام2004م) فأصبح أشهر المؤسسات العالمية المعنية بنشر وإبراز الفنون الإنسانية المعاصرة من رسم وتصوير وفنون الرقص والعمارة والموسيقى ويقام مرة كل سنتين في السنوات الفردية، وتتم المشاركة به من خلال المؤسسات الحكومية من مختلف دول العالم، حيث تمنح إدارة البينالي كل دولة جناح تعرض فيه أعمالها الفنية.
وقد استبشر المنتمين للثقافة السعودية والفنانين من مختلف التخصصات الإبداعية التي يتضمنها نشاط بينالي البندقية بالخبر الذي تناقلته الصفحات المتخصصة في الصحف المحلية والخليجية والعالمية والذي صرح به الفنان السعودي أحمد ماطر الرئيس التنفيذي لمركز مسك للفنون بانضمام المملكة وحصولها على الموافقة على إقامة أول جناح دائم في بينالي البندقية. والذي سيتم اختيار المبنى المناسب في مقر البينالي في فينيسيا بعد اعتماد الموافقة رسمياً من قبل إدارة البينالي.
مسك ارت وخدمة الإبداع الوطني
يأتي الاستبشار بهذه الخطوة والمبادرة من مؤسسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (مسك الخيرية)ممثلة بـ(مسك ارت) بدءاً بتأسيس مركز للفنون البصرية ووصولاً إلى بينالي البندقية، لتأتي الخطوة الأهم والأكثر حضوراً في ما نستشرفه من هذه المبادرة لوضع فنون المملكة رسمياً في البينالي وبموقع دائم يضاف إلى بقية القاعات الدولية التي سبق وأن حظيت بها عدد من الدول العربية بالحصول على موافقة البينالي لها بتخصيص صالات خاصة تضمن مشاركتهم في كل دورة يأتي الجناح المصري الذي يعد الأكثر حضوراً والأقدم منذ عام (1938)، إضافة إلى جناح دولة الإمارات العربية مع بقية الدول العربية، لتأتي المملكة منافساً جديداً بالمشاركة بإبداعات الوطن لتتربع بإبداعات أبناء الوطن وتنافس في كل دورة من دورات البينالي، فبعد ما كان يأتي عابراً أصبح بهذه المبادرة فعلاً متفاعلاً وموازياً للحراك الإبداعي الذي تعيشه المملكة في هذا العهد الميمون وما يحدث للمشهد الثقافي من نقلة نوعية قوامها أجيال جديدة من الفنانين والمثقفين.
مشاركات سعودية حول حمى البينالي.
وعند استحضار مشاركات وحضور الفن السعودي في البينالي نجد أن الحدث الأبرز الذي أقيم عام 2011م المتمثّل في العمل الذي عنوانه (الفلك الأسود)من تنفيذ الفنانتين شادية ورجاء عالم وقدم بالتنسيق بين وزارة الثقافة والإعلام وإدارة بينالي البندقية ووضع له مسابقة بين مجموعة من الفنانين ويمثِّل شكلاً بيضوياً من الفولاذ المصقول، أقيم على الأرض على مساحةٍ بالحجم نفسه، يتشكل من كريّات الكروم المرصوفة فسيفسائياً على شكل دوائر.
إضافة إلى الجهود الفردية التي قام بها نخبة من الشباب بمعرض بعنوان «مستقبل وعد» على هامش بينالي البندقية للفنون،عام 2011م شارك في المعرض 22 فناناً.
منهم منال الضويان وأحمد ماطر وعبد الناصر الغارم وأيمن يسري، وعلى المستوى الفردي ما تلقته الفنانة السعودية مها الملّوح من دعوة شخصية من منسقة بينالي فينيسيا «كريستين ماسيل» في نسخته السابعة والخمسين عام 2011م بعنوان (أما بعد). للمشاركة في المساحة الرئيسية للمعرض في «جارديني» و»أرسينال.
المبادرة دافع لشحذ الهمم
المنتسبون للفنون السعودية المختلفة التي يستوعبها برنامج مركز مسك للفنون مستقبلاً ومنها الفنون التشكيلية يرون أن مبادرة معهد مسك ارت للفنون المتمثلة بالحضور السعودي في بينالي البندقية العالمي مبادرة سترفع من شأن الثقافة السعودية وتدفع الأجيال الشابة وأصحاب الخبرات لشحذ الهمم بتحريك ملكات الابتكار، فالمبادرة تعد دافعاً مهماً ومسؤولية كبرى لتقديم الأعمال المنافسة التي ترتقي إلى مستوى الأعمال العالمية الأخرى كون بينالي فينسيا يعد المنصة الأعلى للفنون والمحك الحقيقي لتقديم ما يجمع الفكرة بالتنفيذ وتعطى الفكرة في الأعمال الاهتمام الأول الذي ترتكز عليه المشاركات العالمية وهي إبعاد العمل المستقبلي للفنون السعودية التي نثق بقدرات الفنانين وموازاتها، خصوصاً في هذه الفترة والمرحلة من التطور السريع للفنون السعودية يكل تفاصيلها وفروعها من مسرح وتشكيل وتصوير وموسيقى يقودها جيل شاب طموح يمتلك بعد النظر ويتفاعل مع ما تسعى له حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم والعزم وبمتابعة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يحمل مشعل رؤية 2030 للأخذ بالوطن نحو مستقبل واعد ومشرق في كل تفاصيل الوطن، الإنسان والأرض ثقافة عقول وعمارة مدن.