د.محمد بن عبدالرحمن البشر
المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله- أصبح تأثيرها الإيجابي واضحاً في المنطقة، والمناطق الأخرى، وأصبح صوتها الأعلى في المحافل الدولية، وأضحى العالم ينتظر ما تقوله المملكة، وما تراه نحو كثير من القضايا ليتخذ قراره بناءً على ذلك.
المملكة في كثير من القضايا التي تؤثّر فيها، والرؤى التي تتخذها، لا تعمل منفردة، وإنما تقود تحالفات وتنسيقات مع كثير من الدول، وهذا نابع من عدالة مواقفها، وهدفها الإيجابي لنشر الأمن والسلم العالميين، وحرصها على التعامل مع بذور الشر، قبل تعميق جذورها، وصلابة عودها، والقضاء عليه، وهذه حقيقة واضحة للعيان، ويمكن الاستدلال على ذلك بكثير من المواقف، ومنها موقفها الحاسم والحازم والقوي والقاطع في محاربه الإرهاب، وتجفيف منابعه، ومصادر تمويله، وكذلك محاربة الفكر الذي يغذيه، سواء من خلال الكتب أو المحاضرات أو الإعلام التقليدي أو وسائل التواصل الاجتماعي.
الإرهاب عانت منه المملكة كثيراً، وعانت منه المنطقة، وعانى منه العالم أجمع، وما زال يعاني، لأن غذاءه الروحي لم يختف بعد، ولهذا فقد أخذت المملكة بحزمها وعزمها مسؤولية القضاء على هذا الفكر، مع محاربة أدواته، وهو فكر يمكن أن يكون مدفوعاً من خلال أشخاص، أو أحزاب، أو دول، ولهذا فكان موقف المملكة الإيجابي هو متابعة الأشخاص الذين يتبنون هذا الفكر الضال، والمروِّجين له، وكذلك الأحزاب المرتبطة به بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وكذلك دول بعينها معروفة للعالم، ولم يعد يخفى على العالم أن المملكة تقود العالم قيادةً إيجابيةً، وبطرق علمية، وأدوات فاعلة، وعمل ميداني، في الداخل والخارج، سواء من خلال تبادل المعلومات، أو متابعة المروِّجين للإرهاب والفاعلين، وكذلك الساعون للاستفادة منه للوصول إلى غاية معينة سواء على مستوى الأشخاص، أو الدول في العالم.
ومن ذلك التأثير الإيجابي لمواقف المملكة، هو موقفها الواضح من الحد من النفوذ النظام الإيراني لما يحمله من أفكار وأفعال تستهدف كثيراً من الدول بما فيها المملكة في أمنها واستقرارها وسلامة مواطنها، والنظام الإيراني الساعي لتصدير الثورة، لم يعد مقبولاً عند المواطن الإيراني، الذي سئم من نقص الخدمات والفقر والعناء الذي عهده منذ بداية الثورة الخمينية، وأصبح يتراكم حتى وصل إلى حد لا يُطاق.
والمملكة بتأثيرها الإيجابي، طرحت موضوع تأثير النظام الإيراني على المحافل الدولية، واستجابت جميع الدول إلاّ القليل النادر، والنادر لا حكم له، ومشكلة النظام الإيراني لم تتوقف عند حدوده فحسب، وإنما أوجد أذرعاً في كثير من مناطق العالم، فالجميع يعلم علاقة إيران القديمة والباقية، بحزب الله، واستخدامها له في اليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان، والبحرين، والكويت، والمملكة، وغيرها من دول العالم، وهو استخدام سلبي وليس إيجابياً ولهذا فقد لفتت المملكة بحزم وعزم النظر إلى خطره، وأنه لا يقل تخريباً عمَّا يفعله النظام الإيراني.
وآخر تلك المعطيات التي أدركها العالم وسعى لإثارتها، التمويل من أفراد ومؤسسات وجمعيات في دول مختلفة من خلال الاتجار بالمخدرات، التي كانت وما زالت أحد مصادر التمويل لهذا الحزب التابع لإيران، وهو تمويل منتشر بشكل واضح من تلك الأدوات، في أمريكا اللاتينية، وإفريقيا.
أخذ العالم اليوم يفحص بدقة تلك التمويلات لحزب الله الواقع في لبنان والتابع للنظام الإيراني، والناتجة من الاتجار بالمخدرات.
إن المملكة العربية السعودية وبمتابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله- جعلت العالم أكثر إدراكاً لحظر النظام الإيراني وأذرعه، وبنظرة سموه المستقبلية، التفت مجمل الدول حول رؤية المملكة السياسية، ولم يعد للنظام الإيراني من مناص سوى أن يعي أن العالم، والشعب الإيراني لم يعد يقبل مغامرات النظام. وفَّق الله قيادتنا الحكيمة وأدام علينا الأمن والأمان.