د. أحمد الفراج
ظهر سمو الشيخ، محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، في فيديو قصير، وهو يتحدث عن قصة، حصلت بين والده، الشيخ زايد بن سلطان، وخادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يرحمهما الله، والقصة تشير إلى خصوصية العلاقة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، إذ هي، طوال تاريخ علاقات البلدين، علاقة من نوع خاص، فللشيخ زايد قصص كثيرة، مع ملوك المملكة، بدءا من الملك فيصل، مرورا بعهود الملوك، خالد وفهد وعبدالله، يرحمهم الله، والملك سلمان، أمد الله في عمره، وهي تتمحور حول حميمية العلاقة، التي تتجاوز الدبلوماسية، إلى الأخوّة، والمشاعر الصادقة، والمساندة في السراء والضراء، ولا يذكر أحد أنه كان هناك مجرد سوء تفاهم في علاقة هذين البلدين الإستثنائية.
علاقة المملكة التميزة بالإمارات ليست نسيجة وحدها، اذ يحدث أن تكون هناك علاقات خاصة بين دولتين، وأقرب مثال على ذلك، هو العلاقة الخاصة، التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية ببريطانيا، فهي لا تشبه العلاقات الدبلوماسية لهاتين الدولتين مع باقي دول العالم، اذ رغم أن أمريكا كانت مستعمرة بريطانية سابقة، إلا أن هذا لم يؤثر على علاقات البلدين بعد التحرر من الاستعمار، ويعرف المعلقون السياسيون أن تعيين السفراء بين هاتين الدولتين يخضع لمعايير خاصة، يأخذ في الاعتبار الطبيعة الخاصة والحميمية لهذه العلاقة، ولذا يكون السفير الأمريكي لدى بلاط سانت جيمس من شاكلة السيد، جوزيف كينيدي، والد الرئيس الراحل جون كينيدي، الذي عينه الرئيس، فرانكلين روزفلت، سفيرا لبريطانيا، بين عامي 1938- 1940، وعلى هذا يمكن القياس.
الإمارات تشبه المملكة في كثير من الوجوه، ولكن ليس هذا هو السر الوحيد في علاقة البلدين الخاصة، فالشيخ زايد، وأبناؤه الكرام من بعده، وملوك المملكة، يتسمون بالحكمة، ويستخدمون ميزانا من ذهب لوزن الأمور، ومعرفة الأدوار المناطة بكل طرف، ويدركون أهمية العلاقات الوثيقة، في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وعلاقة البلدين لم تكن يوما تنافسية، بل تكاملية، فكل بلد يعتبر البلد الآخر وطنه الأول، وهناك مواقف لا تحصى بهذا الخصوص، كان آخرها التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن الشقيق، والذي وصل معه التكامل مستويات غير مسبوقة، وهذا ما جعل خصوم البلدين يستميتون للإيقاع بينهما دون طائل، فقد جند خصوم البلدين كل الطاقات والخلايا، في محاولات مستميتة للإيقاع بينهما، ولكن ذلك يصطدم على صخرة حكمة حكام البلدين، وصلابة علاقتهما الأخوية الحميمية، فاللهم احفظ هذين البلدين، الذين أصبحا مضرب المثل، في كيف تكون متانة العلاقات بين الدول.