عثمان أبوبكر مالي
أربعون لاعباً غير سعودي أُقفلت عليهم تسجيلات فرق دوري المحترفين السعودي في الفترة الشتوية، وهوعدد غير مسبوق في مثل هذه الفترة، منذ إقرار السماح بالمحترفين الأجانب في الأندية السعودية.
العدد طبيعي جداً على اعتبار أنه تم رفع نصاب كل فريق في دوري المحترفين إلى سبعة لاعبين أجانب، دفعة واحدة (يجلس واحد منهم على دكة البدلاء)، ولهذا ارتفع العدد وكان قابلاً للزيادة، لولا أن نادي الاتحاد (ممنوع) من التسجيل مما حرمه من رفع رصيده، وعدم الاستفادة من ثلاثة أسماء إضافية يستحقها، مع استمرار الرباعي الذي في قائمته من الموسم الماضي.
الفكرة في حقيقتها تجربة (مثيرة) الغرض منها تحقيق أهداف عديدة، وأكيد ستظهر لها أيضاً سلبيات عديدة، لكن تحقيق الأهداف المرجوة ربما تصبح (بعيدة المدى)، إذ إن من الصعب ظهور نتائجها ودرجة الاستفادة منها، على أرض الواقع من (الوهلة الأولى) وفي هذا الموسم تحديداً لأسباب كثيرة، من أهمها:
أن ما تبقى من الموسم الكروي، لأكثر الفرق - التي غادرت كأس الملك ولا تشارك خارجياً- يعادل أقل من ثلث مباريات الدوري (7 أسابيع) ربما لا تكون كافية حتى لتحقيق الانسجام المطلوب بين لاعبين (لم يعسكروا سوياً)، أضف إلى ذلك أن مساحة الوقت في الاختياركانت ضيقة لأكثر الفرق، كما أن الفترة الشتوية (عادة) تكون خياراتها في اللاعبين محدودة، وتقل فيها درجة (المغامرة) من اللاعبين، خاصة في مثل هذا الموسم (عام كأس العالم) زيادة على كل هذا احتمالية عدم الدقة في الاختيار من قبل بعض الأندية ومدربيها، وتعارض بعض الاختيارات الجديدة مع أسماء محلية جاهزة، ربما تكون أفضل وأكثر عطاءً، مما يفرض على بعض القادمين الجدد، الجلوس على دكة البدلاء وربما في المدرجات، ولعل شيئاً من ذلك اتضح جلياً خلال مباريات الجولة الماضية في العديد من الفرق وخاصة فرق المقدمة!
يبقى المؤكد أن هذه الفكرة (المجنونة) بحاجة حتى تكتمل وتؤتي أكلها، إلى الاستمرارية لموسم، بل مواسم قادمة، حتى يتم تقييمها والحكم عليها بكل دقة وتوسع.
والسؤال: هل سيحدث ذلك ومن سيدفع الفاتورة (المكلفة) للأندية وكيف؟!
كلام مشفر
- معروف أن (القادمين الجدد) إلى الأندية في الفترة الشتوية دفعت (هيئة الرياضة) مشكورة فواتيرهم عن الأندية جميعها من غير استثناء، لكن الواضح أن هناك تفاوتاً كبيراً بين الأندية في الطريقة والمدة والاستمرارية.
- بعض الأندية كانت استقطاباتها (إعارة) لما تبقى من الموسم، وبعضها إعارة لعام ونصف وربما أكثر، وهناك من تردد أن عقودها (انتقال) والفواتير تختلف بحسب الحالة والمدة، فكيف ستتم المعادلة؟
- المساواة في الدعم عدالة ولا شك، هذه المقولة تجعلنا نطرح تساؤلاً عن كيف سيحصل فريق الاتحاد (المحروم هذا العام) على حصته من اللاعبين و(نصيبه) من الدعم في هذا المجال؟ وهل من حقه أن يأتيه ذلك الموسم القادم وبأثر رجعي؟!
- وهنا سؤال: ماذا فعلت إدارة الاتحاد من تحرّك في هذا الموضوع، فالجماهير الاتحادية لن تقبل منها الفرجة والاكتفاء (بهز الرؤوس) حتى إذا كانت ستغادر موقعها مع نهاية الموسم.
- من حق هيئة الرياضة أن ترفع لها جماهير الأندية جميعها، بل جماهير الرياضة جميعها (العقال) احتراماً وتقديراً، على خطواتها المحفزة لهم للاستمتاع بكرة القدم ومبارياتها، سواء من خلال الحضور بعد تخفيض التذاكر والسماح للعائلات.
- أو حتى من خلال المتابعة في المنازل عبر الشاشات، حيث نأمل في مشاهدة نقل و(نقلة) نوعية في أحب منتج لدى غالبية الشعب السعودي، بعد توقيع رعاية أكبر عقد نقل للدوري السعودي، ننتظره مختلف كليًا، عن جميع التجارب السابقة نوعاً وتقنيةً وكوادر بشرية أيضاً.
- غداً ديربي آخر منتظر، هو ديربي العاصمة، بين الهلال والنصر، بعد ديربي (جدة) الذي جمع الاتحاد والأهلي مساء الأحد الماضي، وكان (كامل الدسم) من الألف إلى الياء، حضرت المتعة فيه من كل الجوانب باستثاء الأهداف التي بخل بها اللاعبون وحرمنا منها ظلم حكم المباراة.
- كل مباريات الاتحاد أمام الفرق الكبيرة (أشدت) بعدها بسييرا المدرب الاتحادي، لأنه نجح فيها وآخرها مباراة الديربي، في حين (أنتقدته) في بعض مباريات فرق الوسط والمؤخرة لأنه (أخفق) فيها، خاصة تلك التي (يؤلّف ويتفلسف) فيها.
- كل ناقد أمين و(حريص) على الفريق سيفعل ذلك، وشخصياً سأستمر على هذا المنهج (شاء من شاء وأبى من أبى)، أما مقولة إن سييرا (لا ينتقد) مهما كانت المبررات، فهي مقولة (سخيفة وساذجة) لايلتفت لها إلا (جبان)!