د.دلال بنت مخلد الحربي
في كثير من الأحيان أعمد إلى البحث عن مصادر تتناسب والبحوث والدراسات التي أجريها، وألجأ إلى المكتبات الموجودة في مدينة الرياض، وأستخدم المواقع على الشبكة العنكبوتية لأضيف دراسات لم اطلع عليها إلى قائمة احدد فيها المهم منها والذي يجب ان أطالعه.
وهذا البحث يقودني في بعض الأحيان إلى البحث عن المصادر الأجنبية ايضا المنشورة باللغة الانجليزية، ومن خلال تجاربي السابقة وقفت على عدد كبير من العناوين التي تصدرها الجامعات أو مراكز البحوث، وأقف أمامها غالباً مندهشة من غرابة عناوينها، وطرافتها، ودقة الموضوعات التي تتناولها، وهي عادة تختلف عن التوجه العربي في الدراسات التاريخية، وهو التوجه الشمولي الذي يكرر بحث القضايا ويتناولها بالمنهج المعتاد والمتعارف عليه من عشرات السنين، ولكن ما يحصل عند الغربيين وأتحدث عن الدراسات الانسانية في مجال التاريخ على وجه الخصوص بأنها تركز على قضايا وموضوعات محددة جداً في إطار زماني أو موضوعي ضيق، ومن ثم العمل على جمع البيانات واختبارها ثم تحليلها وتدقيقها، وكتابتها بأسلوب مشوق يسهل قراءتها على المتخصص وغيره، فهناك دراسة حديثة نشرت عن استسقاء المعلومات من خلال الصور، صور الأفراد وصور العمران واستند الكاتب فيها على تحليل الصورة وهو نمط حديث وفريد في الدراسة، وهذا يكشف كيف أن كل مادة تحتوي على معلومات مكتوبة أو مصورة يمكن ان تكون اداة للمؤرخ في تتبع الأحداث أو تصويبها أو اضافة معلومات جديدة.
هذا يجعلني أتساءل عن مدى الاستفادة من الصور في كتابة التاريخ العربي، علماً أن الصور بشكل عام أُهملت كثيراً، وقد يكون من الضروري ان أشير إلى دراسة مميزة تدخل في هذا المجال كتبتها الدكتورة مها علي آلِ خشيل، بعنوان (استخدام الصورة الفوتوغرافية في تدوين التاريخ) تعد دراسة رائدة في مجالها على المستوى العربي، وهي من النمط الذي أتمنى أن يسير الباحثون والباحثات في المملكة على منواله، بحيث يعمدون إلى الصور والمسكوكات والطوابع وكل المصادر غير التقليدية لتكون رافداً من روافد التاريخ المحلي، والتاريخ العربي بشكل عام.
هذا ما يجب أن يتجه اليه كتابة مسار التاريخ في المملكة للخروج من أسر التقاليد التي تغلب على المؤرخين وكتاب الدراسات التاريخية من الأكاديميين نظراً لتشبثهم بالمنهج القديم، والتقليد، أو لعدم الرغبة في التجديد، والبحث الجاد عن إيجاد العلاقات بين نماذج كثيرة تعين على كتابة التاريخ إلى جانب الكتاب والوثيقة والمخطوطة وهي المواد التقليدية.