هدى بنت فهد المعجل
نتجرع ألم الليالي ونلزم الصمت.. نزدرد الهموم ونرتدي حلّة الابتسام.. نجد في الحياة ما نجد من وجع، ونتشبث بها.. بل نصارع الأحداث إن حاولت عرقلة سيرنا في الحياة حتى لو جاء السير على طرق معوجّة أو لم تعبّد جيداً..
لماذا هذا الإصرار على البقاء.. والمقاومة من أجله..؟ هل لأننا استعذبنا الألم وأضحى الوجع لذتنا وزادنا اليومي..؟ الحياة معركة دائمة الحركة والمبارزة بسيوف مصقولة وغير مصقولة.. كلما خرجنا منها رابحين عدنا إليها يدفعنا نحوها الخسارة.. عدنا كي نعوّض الخسارة؛ فنُبتلى بخسارة أخرى أشد.. فهل يعترينا اليأس أم نرتدي قبعة الفشل..؟ يفترض أن لا يحدث ذلك..
***
كم مرة يقع فيها الطفل على الأرض وهو يحاول النهوض من أجل الوقوف ثابتاً في بداية محاولته للوقوف قبل نية المشي؟؟!!
بل كم بكاء وصلنا عنه كلما أراد الانقلاب على وجهه وفشل في الرجوع كما كان، على ظهره فلا يجد صافرة إنذار لوالدته أفضل من البكاء قبل أن ينحبس نفسه؟!
كم مرة وكم، حاول فيها الحبو، المشي، مسّ الشيء أو مسكه، والاستمرار في المسك.. كم مرة وكم!!، لكنه يفشل فيكرر المحاولة تلو المحاولة..
إذاً فالإصرار ديدن البشر منذ البدء وحتى النهاية..
منذ التكوين وحتى الاكتمال..
فلماذا نستغرب على الذين يفشلون فيكررون المحاولة تلو المحاولة دون أن ينالهم سهم الإحباط والطفل قبل أن يصبح شاباً وكهلاً بارز الإحباط بضراوة مبارزة طفل لم يعقل بعد..!