مازالت كوارث الحكام الأجانب في دوري المحترفين السعودي مستمرة من جولة الى أخرى، وسط صمت كبير من مسئولي الاندية المتضررة واختفاء حدة تصاريحهم التي كانت توجه ضد الحكم المحلي تماماً رغم أن أخطاء الحكام الاجانب كارثية وأكبر فداحة من الحكم المحلي.
قرار زيادة الاستعانة بطواقم الحكام الاجانب في جميع مباريات دوري المحترفين وإبعاد الحكام المحليين تماماً، أعتقد أنه قرار لم يكن في محله أبداً لعدة اعتبارات، ولعل أهمها أن القرار قضى بشكل كلي على الحكم المحلي، وزعزع ثقة الجميع فيه ليس على مستوى المنافسات المحلية فقط بل حتى على مستوى المنافسات الخارجية، فعندما يسحب الاتحاد السعودي الثقة من الحكام السعوديين بشكل كامل فكيف نريد من الآخرين أن يثقوا فيهم وبقدراتهم وهو بعيد عن تحكيم المنافسة الاهم في بلده.
نعم هناك أخطاء عديدة يرتكبها الحكم السعودي في الكثير من المباريات، وهي أخطاء طبيعية في عالم المستديرة وتحدث في جميع دوريات العالم وليس حصراً فقط في الدوري السعودي، لكن الفرق أن لدينا من يضخم أخطاء حكامنا بل يذهبون لأعظم من ذلك وهو الدخول في نواياهم وذممهم، ويصنفون أخطاءهم أنها جاءت عمداً لمصلحة فريق ضد آخر وهو تجنٍّ كبير جداً ولا يغتفر، جميع الفرق السعودية تضررت من الحكم المحلي ولا يوجد فريق بعينه هو المستفيد.
الاتحاد السعودي لكرة القدم منذ إعلان زيادة الاستعانة بطواقم الحكام الاجانب لم يعلن عن أي خطط واضحة لتطوير الحكم المحلي من خلال إقامة برامج ودورات تدريبية لهم، فما حدث فقط هو تحويلهم لتحكيم مباريات دوري الامير فيصل بن فهد لأندية الدرجة الاولى، وهي خطوة قضت تماماً على ما تبقى من بعض الطواقم المحلية المميزة، والتي أجزم أنها تفوق بعض الطواقم الأجنبية الذين حكموا بعض المباريات وارتكبوا فيها أخطاء كارثية.
كنت أتمنى أن لا ينساق بعض المسئولين في رياضتنا لبعض الأصوات التي كانت تحارب وجود الحكم المحلي في منافستنا مهما كانت الأسباب والمبررات، ففي الوقت الذي كنا ننتظر من الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يحمي الحكم المحلي من هذه الاصوات، نجد الذي يحدث هو العكس تماماً حيث تم نحر الحكم والتحكيم السعودي على مرأى من الجميع، فبدلاً من تطوير إمكانياته وتعزيز الثقة بقدراته جلبنا بدلاً منهم بعض الحكام الاجانب العاطلين عن العمل والبعيدين تماماً عن ممارسة التحكيم في بلدانهم..!!
يجب أن يعلم الاتحاد السعودي لكرة القدم ومنسوبوه أن الهدم سهل جداً، والبناء صعب ويحتاج لسنوات طويلة، وهو ما حدث بالضبط تجاه التحكيم المحلي فخطوة إبعاد الحكم السعودي عن مباريات دوري المحترفين هو هدم تماماً لما تم بناؤه طوال العقود الماضية تجاه حكامنا.
لذا لابد من اتخاذ قرار تاريخي بعودة الحكم السعودي لمسابقات دوري المحترفين من جديد بداية من الموسم المقبل وذلك بسبب أن وجود الحكام الاجانب لم يقلل من الاخطاء التحكيمية بل على العكس الاخطاء زادت كثيراً، فمع زيادة الاخطاء ذهبت ضرورة تواجد الحكم الاجنبي في دورينا، ويجب على اتحادنا الموقر ضرورة تحمل كافة الضغوط لإعادة الحكم المحلي من جديد للمنافسات، وصرف المبالغ الطائلة التي تقدم للحكم الاجنبي على تطوير الحكام السعوديين مع زيادة الحوافز المالية لحكامنا لكي يحرصوا هم على تطوير قدراتهم وإمكانياتهم بسبب العوائد المالية العالية التي سيحصلون عليها عبر سلك التحكيم.
** **
- عبدالله العمري