خالد بن حمد المالك
اعتاد المغفلون من شيعة العرب تحويل ما يسمى بالخُمس إلى إيران، وإذا لم يتم التحويل بالطرق النظامية فعن طريق التحايل. وهذا الخُمس يتم استثماره إيرانيًّا في التآمر على دولنا، وصولاً إلى مشروعها التوسعي على حساب أراضينا ومصالحنا. وبهذا الخُمس يسعون لتدمير دولنا، ويتم التآمر علينا، ويوجَّه لأهداف عدوانية تزداد كلما ارتفع حجم هذا الخُمس من الأموال المحولة من شيعة العرب إلى شيعة الفرس.
* *
لو كان هذا الخُمس يُصرف على الملايين من فقراء إيران، لا على صناعة الأسلحة الفتاكة لكان هذا مقبولاً، ولو كان ما يحوَّل إلى إيران من أموال العرب بما يسمى الخُمس يتجه نحو رفع معاناة إخواننا شيعة إيران وسنتهم على حد سواء من العوز والفقر، وليس في قتلنا وتدمير مدننا واستباحة كل جميل بنيناه بعرقنا ومالنا وكفاحنا.. لكان هذا فيه نظر، غير أن الأمر ليس كذلك، بما هو ثابت وواضح ومعلوم عند العامة والخاصة.
* *
أليس أولى بهذا الخُمس أن يُصرف على المحتاجين في بلدانهم العربية، بل أن يُصرف على ذويهم وأقربائهم، وأن يكون في خدمة تعليمهم، وتوفير العلاج المناسب لهم، وتقديمه زكوات وصدقات ومساعدات لمن هو حق لهم قبل أن تُخص به الدولة الفارسية عدوتنا كما هي إسرائيل؟.. إلا إذا كان من يرسل هذا الخُمس مغيَّبًا في عقله وفكره، وأنه خارج السيطرة على سلوكه في دعم الإرهاب الفارسي بتقديم هذا الخُمس الذي تعتمد عليه طهران في تنفيذ برامجها وسياساتها ومخططاتها العدوانية ضدنا.
* *
وإذا كان من العرب من يستقطع من دخله وقوت أسرته بما يعادل الخُمس، ويقوم بتحويله إلى ملالي إيران دون أي استعداد للتراجع عن ذلك، فقد آن الأوان للحكومات العربية أن تقوم بوضع اليد على هذه التحويلات المالية بالقوة، وتوجيه صرفها للوجهة الصحيحة داخل بلداننا، فنحن أولى بها؛ وبالتالي حرمان إيران من استثمارها في حروب عبثية داخل دولنا وبين شعوبنا، وربما تطلَّب الأمر وضع رقابة صارمة على حركة هذه الأموال؛ حتى لا يكون أمام المغفلين من فرصة للتحايل على إجراء صحيح وسليم كهذا الذي تطالب بتطبيقه.
* *
ومع أني على يقين بأن الشيعة العرب ليسوا جميعًا يؤمنون بنظرية تحويل الخُمس لإيران، وأن بعض مَن يقوم بذلك لا يكره أن تلجأ الحكومات العربية إلى أخذ مواقف صارمة تحول دون استمرار هذا العبث بالمال العربي؛ وبالتالي يكون ذلك حجة أو مبررًا أو سببًا أمامهم للتوقف عن تحويل خُمسهم إلى إيران، إلا أني أعتقد أن حسم هذا الموقف - ولو بالقوة القانونية - كما هو لصالح دولنا فإنه لصالح هؤلاء الأشخاص المتضررين من استقطاع خُمس دخلهم لصالح النظام في إيران.
* *
إنَّ المذهب الشيعي يستقيم بدون تحويل الخُمس إلى إيران؛ وبالتالي ينبغي أن يُنظر إلى هذه التحويلات من زاوية أمنية، وأخرى اقتصادية، ومدى تأثير هذين العاملَيْن على أمننا واقتصادنا بعيدًا عن المذهبية التي تبدو هكذا ظاهريًّا، بينما لها بُعدها السياسي، ونشاطها الأمني، وتأثيرها الاقتصادي؛ ما يجعلني أتمنى أن يكون هذا الموضوع مثار نقاش لمعرفة أبعاده أمنيًّا واقتصاديًّا على مصالح دولنا.