«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
يبدو مهرجان «الجنادرية» الذي بلغ عمره 32 عاماً أكثر حيوية وشباباً ونشاطاً وفاعلية، ويبقى مهرجاناً أكبر من كل الكلمات وبغير مبالغة مرفوضة، فقد اجمع الكتاب والمربون وحتى الزوار طوال العقود الثلاثة الماضية، وحتى المشاهدون لفعالياته المختلفة على انه تجمع ايجابي لتراث المملكة الثرية بموروثها وتاريخها وثقافتها المتعددة، على ان تجمع هذا العدد الكبير من الفعاليات والمعروضات يعتبر في حد ذاته حدثا لا مثيل له في تاريخ دول العالم والذين شاهدوا المهرجانات السابقة بكل ما فيها من عروض يؤكدون على انه حدث هام ينتظره الجميع من ابناء الوطن والخليج وحتى الدول العربية الشقيقة والاسلامية، فهو بصمة لأصابع متعددة في يد واحدة توثق الحياة الفكرية والثقافية السعودية والعربية والاسلامية في ذات الوقت. فالمملكة أو بمعنى ادق هذه الارض هي مهد الحضارة العربية والاسلامية، ومنها انطلقت الفتوحات الى العالم لنشر الاسلام وثقافته. ولاشك ان «الجنادرية» وبما يضمه من تجمع ثقافي وتراثي متنوع يساهم في خدمة الدارسين والباحثين في الوان الثقافة والتراث في هذه الارض وما تحمله من مخزون كبير في الفكر والادب والثقافة.. ومن خلاله يستكشف هؤلاء واولئك الكثير الكثير من جوانب قد تكون مجهولة وخفية على البعض منهم. و»الجنادرية» هذا المهرجان الذي يفخر به الوطن والمواطن على حد سواء يمثل تجربة ثرية من خلال الـ 32 عاماً الماضية، بذلت فيها وزارة الحرس الوطني الكثير. وذلك بدعم كبير من قيادة الوطن التي حرصت دائما وفي كل عام ان ترعاه وتدعمه بصورة لافتة لما لمسته من اهمية هذا المهرجان الذي بات منارة تراثية وثقافية تشرق كل عام في عاصمتنا الحبيبة وهي تحضن الآلاف من المشاركين والزوار لتقدم لهم وعلى مدى ايام الوانا مختلفة من تاريخ الوطن وثقافته وتراثه.
وفي نفس الوقت تبعث برسالة واضحة ومصورة للعالم بان المملكة ليست ارض الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة أو منتجة للنفط أو التمور أو ارض الصحراء والجمال فقط، ولكنها قبل وبعد هي تاريخ الاسلام وبلد السلام وهي تحمل ارثا كبيرا لواقع الثقافة العربية ومستقبلها، ومن هنا فبرامج وفعاليات «الجنادرية» وعلى مدى السنوات الماضية منذ لحظة انطلاقتها وهي تهتم بهذا الجانب المهم، وذلك من خلال فعاليات انشطة الندوات والمحاضرات وحتى المعارض. والتي تعكس اهتمام القائمين على المهرجان لاهمية مثل هذه الانشطة والمجالات ذات العلاقة بالثقافة والفكر والتي تجذب كل عام حضورا كبيرا لمتابعة ما يجري خلاله من مناقشات ومداخلات ذات عمق واهتمام ومتابعة. توضح مدى الاهتمام بما يدور في المهرجان من فعل وفكر وثقافة متابعة.
وهذا العام وكما جاء في «الجزيرة» التي رصدت المؤتمر الذي رعاه صاحب السمو خالد بن عياف وزير الحرس الوطني يوم الاحد الماضي، والذي اعلن فيه سموه عن صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بتمديد فترة المهرجان ليصبح ثلاثة اسابيع، ولاشك وكما قال سموه انها لفتة أبوية كريمة، وتعد دعما وتشجيعا للمهرجان والعاملين فيه.
وماذا بعد.. فإن مهرجان الجنادرية يجمع في رحابه الوانا مختلف من ثقافة وتراث وتاريخ مناطق ومحافظات المملكة وتحت سقف واحد كما يقال، ليؤكد للجميع وللعالم ان وطننا ثري بمواطنيه وتراثه وحضارته وتاريخه.
وفق الله المخلصين والجنود المجهولين الذين واصلوا العمل ليل نهار من رجال حرسنا الوطني العتيد، وحتى من شاركهم من ابناء المناطق والمحافظات... ليقدموا لنا وللوطن وللعالم مهرجانا زاخرا بالعطاء، فتحية لهم جميعا، وكل عام وأنتم والوطن والجنادرية بخير.