القاهرة - سجى عارف:
يشارك مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية بالجناح السعودي لأول مرة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعين بالعديد من الإصدارات المهمة حول الأوضاع الإيرانية المختلفة، وقد التقت الـ(الجزيرة) بالدكتور محمد بن صقر السلمي رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية بالجناح السعودي للوقوف على مشاركة المركز وما يقدمه خلال المعرض.
* كيف تجد مشاركة مركز الخليج العربي في المعارض الدولية ومعرض القاهرة للكتاب؟
- لا شك أن مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية حرص على الحضور والمشاركة مع المعرض الدولي للكتاب عام 2018 وهي المشاركة الأولى في معرض القاهرة والحقيقية وجدنا أن المشاركة مهمة جداً حيث الإقبال الكبير على المعرض، وقد التقينا بالنخب الفكرية والباحثين والمهتمين في مجال الدراسات الإيرانية ونحن في الجناح نهتم بجانيين رئيسيين الجانب الأول عرض بعض منتجات المركز من كتب ودراسات وتقارير وتحليلات وتقارير إستراتيجية على الجمهور المهتم بالشأن الإيراني والجانب الآخر هو أن يكون هناك تواصل مع الباحث والمهتمين وطلاب الدراسات الإيرانية في مصر وزوار المعرض لتبادل الأفكار وربما لدراسة سبل التعاون مع الباحثين والأكاديميين وأساتذة الجامعات والحمد لله، كما رأيت أن هناك كثيرا من المهتمين يزورون بشكل دائم ومستمر والحمد لله هناك الآن آفاق تعاون كثيرة مع الجهات البحثية في مصر إلى جانب بعض الطلاب والباحثين.
* مشاركة المركز خارج المملكة أو داخلها في المحافل الدولية تنبع من فكرة الشأن الإيراني ودراسته في حد ذاته كيف تستطيع أن تترك هذا المجال في كلمتين؟
- دراسة الشأن الإيراني والعلاقات الإيرانية العربية ودور إيران في المنطقة والشأن الداخلي الإيراني والمشروع السياسي الذي يقوم به النظام الإيراني من تصدير الثورة والتدخل في الشئون الداخلية لدول المنطقة هذا الجانب الأول أما الجانب الآخر في الحقيقة دراسة الأحوال في الداخل الإيراني فإيران دولة جارة وبغض النظر عن طبيعة العلاقات معها فجارك لا بد وأن تتعرف عليه وتعرف ماذا لديه حتى تستطيع أن تتعاطى وتتعامل معه من هذا المنطلق كمركز دراسات بحثي وبغض النظر عن طبيعة العلاقات نحن ندرس الحالة الإيرانية بكل تفاصيلها و ليس الجانب العقائدي بل الفكري والتعليمي والثقافي والأمني والأدبي كل شيء تقريبا والحمد لله هناك الآن وعي كبير جداً فيما يدور بالداخل الإيراني بعد أن كان صندوقا مغلقا على نفسه، والحمد لله ساهم فريق من مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية في نشر الوعي والمعرفة في الشأن الإيراني.
* الشعوب لديها غموض كبير بشأن إيران وما يحدث في الداخل.. دعني أسالك عن طبيعة المركز في إيضاح هذه الصورة وكيف تستطيع أن تزيل هذا اللبس من الشعوب العربية بشكل عام والشعب السعودي على وجه التحديد؟
- هناك دائما صور نمطية ربما تكون غير دقيقة فأنا جلست في إيران سنوات وأعرف أن هناك صورا نمطية غير دقيقة للإيراني عند السعودي وعند العربي، وأنا اعتقد أن التواصل والتكامل والتعارف بين الشعوب وتجاوز العمل على حل المشكلات من أهم ما يجب الوصول إليه هذا نقطة، لكن إذا لم نستطع ذلك فأنا أعتقد أن وسيلتها الأبرز في تجاوز إي فهم خاطئ هو من خلال العودة لمصادر موثوق إلى الجهات التي تقدم معلومات دقيقة وموثقة وهذا حتى لا يسري من خلال جروبات واتس أب ومواقع التواصل الاجتماعي وإن كانت مهمة لكن الأهم الحقيقة أن تبحث في الجهات المختصة التي تقدم معلومة وهي واثقة من معلوماتها ويهمها سمعتها أن ما تقدمه هو صحيح ودقيق وتراهن على دقته هذا نعتقد مهم جداً في موضوع تصحيح الصور وتجنب الصور المغلوطة، وكذلك تجنب الحملات الدعائية التي يقوم بها الطرف الآخر سواء لنفسه أو ضد دولنا من خلال الإعلام المأجور، ومن هذا القبيل اعتقد أن نحصن أنفسنا من هذا من خلال ما نقدمه من معلومات، والحمد لله هناك أذرع كثيرة للمركز تقوم بنشر الوعي عن الشأن الإيراني.
* كيف ترى التعامل مع النظام الإيراني وشعبه فنحن نتعامل معهم أثناء الحج والعمرة ونتعامل معهم في جميع العلاقات والشئون الدولية؟
- إن كانت هناك إشكالية فالإشكالية ليست مع الشعب الإيراني فالشعب الإيراني شعب جار وصديق وتربطنا به الحقيقة رابطة ثقافة ودين وتاريخ وجغرافيا وهناك تشابكات كثيرة لا نستطيع أن نغير موقع إيران جغرافيا ولكن الحل الوحيد هو التعايش والحمد لله ليس هناك إشكالية، وقد قالها قيادات الوطن والمثقفين أن المشكلة ليست مع الشعب الإيراني فالشعب الإيراني شعب عزيز وصديق ونكن له كل الاحترام والتقدير، بل أن الشعب الإيراني يواجه مشكلات مع النظام القائم ونحن أيضا نواجه مشكلات مع النظام القائم في طهران، وبالتالي لعلنا نتعاون سويا لتجاوز مثل هذه الخلافات والعودة للعلاقات إلى سابق عهدها تعايش وتسامح والعمل على البناء لا على الهدم والعمل على بناء الجسور وتوثيق العلاقات لا على الشحن والبغضاء والكراهية.
* بالنسبة لفكرة الدولة الفارسية التي يرغبون في إنشائها من جديد.. ماذا تقول في ذلك؟
- هذه أحلام وهي تكوين الإمبراطورية الفارسية وهي أحلام في المخيلة الإيرانية فقط لأسباب عديدة منها إشكاليات العصر الحالي، فالهروب إلى التاريخ ومحاولة العيش في مرحلة تاريخية معينة وتتخيل بلد تحولت إلى إمبراطورية لكن الواقع يؤكد أنه لا مجال إطلاقا لأي دور إمبراطوري في العالم، هذا حلم وانتهى وإذا أراد الشعب الإيراني أن يتعايش عليه أن يعيش الواقع ويتعامل مع الواقع.