ناصر الصِرامي
إلى سنوات قريبة جدًّا جدًّا كانت بيبسي وكوكا كولا والشركات المصنعة للسيارات تتصدر وتتنافس على العلامات التجارية الأشهر والأغلى في العالم. قد تنافسها أحيانًا شركات الطيران أو غيرها..
لكن ذلك كله تغير اليوم تمامًا؛ فقد أصبحت شركات لم يمضِ على تأسيسها إلا أقل من عقدين من الزمن هي صاحبة العلامات التجارية الأشهر والأغلى في كل أنحاء العالم. وأصبح التنافس محصورًا بينها. إنها علامات تجارية قادمة من رحم الإنترنت والتقنية فقط، يعادل اقتصادها دولاً، وربما قارة أحيانًا.
فقد حلت أمازون محل جوجل رسميًّا بوصفها أكثر العلامات التجارية قيمة في العالم، في حين سيطرت الشركات التكنولوجية على أعلى القائمة التي تشمل 500 شركة في مجالات مختلفة كالاتصالات، تجارة التجزئة والسيارات، وغيرها.
أمازون بقيمة العلامة التجارية: 150.8 مليار دولار حلت أولاً بعد أن كان ترتيبها العام الماضي في جدول العلامات التجارية (المركز الثالث). وبالمناسبة، لم تعد أمازون مجرد متجر على الإنترنت، لكنها تعمل في قطاعات البنية السحابية والإلكترونيات وقطاع الموسيقى والفيديو.
أما شركة آبل التي لها عشاق لمنتجاتها وابتكاراتها فقد حلت ثانيًا محافظة على ترتيبها العام الماضي. وتبلغ قيمة العلامة التجارية لها الآن: 146.3 مليار دولار. ما يقرب من ثلثَيْ عائدات أبل يأتي من آيفون، وهو ما يشكل تهديدًا وتحديًا لها في الوقت نفسه..!
«جوجل» محرك الإنترنت ومقدِّم أوسع الخدمات على الشبكة تراجعت من المركز الأول لكنها بقيت بين الكبار في المركز الثالث بقيمة علامتها التجارية التي بلغت 120.9 مليار دولار. يعود الانخفاض إلى تراجع أرباحها في الربع الأخير من 2017 بسبب زيادة الضرائب عليها.
سامسونج الكورية هي الوحيدة التي اخترقت الشركات الأمريكية المتصدرة دائمًا المراكز الأولى في القائمة. وقيمة علامة سامسونج التجارية بلغت: 92.3 مليار دولار. الشركة الكورية كانت في المركز السادس في قائمة العام الماضي، وصعدت لتصبح واحدة من أقوى شركات التكنولوجيا في العالم.
وبجانب هواتف جالاكسي تقدم سامسونج الأجهزة اللوحية، الأجهزة المنزلية، أجهزة التلفاز وأكثر.
«فيسبوك» التطبيق العالمي للتواصل الاجتماعي حلَّت خامسًا هذا العام بقيمة 89.7 مليار دولار، وذلك بعد أن كانت في المركز التاسع في العام الماضي. وبفضل التغيير بنسبة 45 % عن العام الماضي قفزت لتسيطر على المركز الخامس في قائمة العلامات التجارية الأكثر قيمة. وتأتي معظم إيرادات الشركة من الإعلانات وهيمنتها على المحتوى الرقمي في الشبكات الاجتماعية.
وتضم القائمة أيضًا بعد ذلك «آي تي آند تي»، التي تراجعت - مثل فرايزون - بنسبة 5 % مقارنة بالعام الماضي. ومن المرجَّح أن السبب في فقدان العملاء لصالح شركات في السوق الأمريكي. ولمواجهة هذا الأمر، تحاول الشركة الاستثمار في قطاع الترفيه..!
ثم مايكروسوفت التي بدأت هذا العام بقوة مع خدماتها السحابية التي تحتل المركز الثاني في السوق بعد أمازون. وعلى الرغم من هذا فإنها لا تزال أقل قيمة بكثير من كبار المنافسين مثل أبل وجوجل.
شركات التقنية والإنترنت والخدمات السحابية تسيطر اليوم على اقتصاد العالم الجديد. ومثل هذه الأرقام لا تحتاج إلى شرح أكبر.. بقدر ما تظهر أهمية وصحة واستراتيجية التوجه السعودي التي يقودها سمو ولي العهد لجذب بعض هذه العلامات أو الاستثمار فيها، وفي هذا القطاع إجمالاً، عبر تحالفات عالمية مع هذه الشركات التي تسيطر على القائمة الأغلى؛ إذ تتجاوز قيمة أكبر 5 شركات للتكنولوجيا في العالم 3 تريليونات دولار!