أ.د.عثمان بن صالح العامر
جاء تخصيص يوم لليتيم العربي والسؤال عنه وإدخال الفرحة على قلبه جراء اقتراح تقدم به أحد متطوعي جمعية الأورمان الخيرية في مصر سنة 2003م، وكان الهدف الرئيس لهذا اليوم التركيز على احتياجات اليتيم العاطفية، ولفت انتباه العالم له ولما يريد، ولاقت هذه الفكرة الدعم والمساندة والتشجيع من قبل الجهات الرسمية ذات الصِّلة والشخصيات العامة المعتبرة في مصر.
في سنة 2006م حصلت الجمعية من مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب في دورته السادسة والعشرين على قرار رسمي بإقامة يوم عربي لليتيم، وبذلك تقرر تخصيص يوم له في الدول العربية والاحتفال به، وانتقلت الفكرة من النطاق المصري إلى العربي، فأصبحت أول جمعة من شهر أبريل، يوماً مخصصاً للاحتفال بالأطفال اليتامى.
واليوم ونحن في سنة 2018م يعيش العربي عموماً أسوأ مرحلة في تاريخه حيث تولد عن الحروب التوسعية وثورات «ما يسمى بالربيع العربي!!!» والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي شهدها عالمنا العربي في عصرنا الراهن عدداً هائلاً من المشاكل والطوام التي ترزح تحت وطأتها الشعوب العربية المهجرة عنوة في كثير من العواصم والمدن العالمية، فضلاً عمّن ما زالوا في بلادهم يعايشون صباح مساء أزيز الرصاص ويشهدون أتون المعركة التي لا تبقي ولا تذر ولا ترحم أحدا.
وإذا كان الكبار يعون ويدركون شيئا من الحقيقة وربما يعرفون كيف يعيشون في ظل ما استجد من أحداث، فإن الصغار أعجز عن فهم الحكاية وإدراك المنجى والمخرج منها، ولذا فهم الضحية الأولى لهذه المآسي التي قلبت أرض العرب رأسًا على عقب، وغطت سماء العراق وسوريا وتونس وليبا واليمن ومن قبل فلسطين و...
لقد صار الطفل العربي اليتيم الأول في العالم الذي يحتاج إلى عناية ورعاية خاصة نفسية واجتماعية وعقدية وعلمية و... قبل أن تكون مادية، ولذا فإننا ونحن في يوم اليتيم العربي يجب أن ندرك حجم مسئوليتنا العربية عن المشاركة الفعلية في حماية أيتام العرب اليوم وضمن مستقبلهم المنتظر غدا.
اختطف اليتيم العربي من قبل سراق الثروات البشرية كما هو حال المخزون المادي، والبقية الباقية صارت مشاريع تسول في عواصم العالم المختلفة، والثالثة ترقد على الأسرة البيضاء جراء أوبئة وأمراض مستعصية، ويبقى اليتيم السعودي بفضل الله ومنّه ثم بجهود وحرص قيادتنا الحكيمة الحازمة بمنأى عن كل هذه التفاصيل الموجعة المؤلمة، بل إن الأيادي البيضاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز والرعاية النوعية الاحترافية للجمعيات الخيرية المتخصصة ورجال الخير والبذل والعطاء في المملكة العربية السعودية لم تقتصر هذه الأيادي الطيبة الخيرة على رعاية أيتام وطننا المعطاء، بل امتدت وما زالت تمتد لليتيم العربي في اليمن وسوريا والعراق وفلسطين رجاء ما عند الله وحماية لهؤلاء الأيتام الذين نسأل الله لهم الحفظ والحماية والأمن والأمان، وإنني في يوم اليتم العربي أتطلع لتأسيس جامعة الدول العربية صندوقاً عربياً لرعاية اليتيم «تربية وتعليماً ومتابعة وحماية له سواء أكان في بلاد الغربة أو أنه غريباً وإن كان في داره وعند بني جنسه»، دمتم بخير وتقبلوا صادق الود وإلى لقاء والسلام.