يوسف بن محمد العتيق
على أن المسلسلات والأفلام التاريخية قديمة قدم السينما والتلفاز في عالمنا العربي إلا أن هناك مشكلة أو عدم تفاهم بينها والمتلقي إلا فيما ندر... فعلى سبيل المثال الأفلام التاريخية التي كسبت رضى المشاهد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة وربما تكون اثنين فقط، ولمخرج واحد أيضا، وهي فلمي الرسالة وعمر المختار للراحل مصطفى العقاد.
وأما الكم الهائل من هذه المواد فقلما تجد شيئا منها رسخ في ذهن المتلقي، وهذا ما يحتاج إلى حديث عنه وبحث لأننا نقولها وبكل صراحة يجب أن يقرب تاريخنا المحلي إلى المتلقي لأن هناك شريحة كبيرة من المجتمع لا تأخذ التاريخ إلا عن طريق ما تبثه الفضائيات، وهذه الشريحة تزداد مع مرور الأيام ولا تنقص، وليس من الحكمة أن نتجاهل هذا التجه لدى الكثير من شرائح مجتمعنا.
وهنا تكون الرسالة إلى المنتجين وكتاب السيناريو، بل وملاك الفضائيات بأهمية تقديم تاريخنا المحلي والعربي بصورة جيدة وذلك لن تاريخنا بالفعل فيه أحداث وقصص يجب أن تروى للأجيال وأن لا يطويها النسيان، إضافة إلى تقديم تاريخنا المحلي من مصادر ضعيفة أو بإدخال نصوص عليه من خيال كاتب النص لن تجعله مشوقا، بل ستجعله خيالا لا حقيقة، وهذا ما يرفضه أي محب لتاريخنا المحلي والعربي.
ومن الجوانب التي لابد من مناقشتها هي إقبال بعض كتاب النصوص التاريخية على إضافة أحداث للقصة التاريخية بقصد لفت المشاهد، وهذا ما يبطل العمل تماما وفق منهجية كتاب التاريخ الأصليون، فهنا نكون انتقلنا إلى نص آخر، وهذا ما يجب أن يكون المشاهد على علم به، ولا مانع أن يقال (إن هذه القصة مستوحاة من حدث تاريخي عليها إضافات) فمثلا لا يمكن أن تأتي بقصة أحد الشخصيات التاريخية الكبيرة في مسلسل، ولأجل جذب المشاهد تدرج مشاهد تتعلق بالحب والغزل بين بطل العمل وامرأة أخرى من أجل أن يقف المشاهد عند هذه القصة، لكن قد يحق لك أن تقول إن هذه القصة مستوحاة من العمل الفلاني مع بعض الإضافات ثم تضيف إليها ما تراه يخدم العمل.
أخيرًا... للقائمين على هذه المسلسلات التاريخية لابد من مراجعة العمل الذي تقومون به مرة بعد أخرى، ولابد من قراءة جادة في مدونات التاريخ، وسنصل بحول الله إلى نصوص جميلة سترسخ في ذاكرة المشاهد.