عبدالله العجلان
أصدرت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية قبل أيام قراراً يقضي بقصر العمل في 12 نشاطًا تجاريًا على السعوديين والسعوديات اعتبارًا من بداية العام الهجري القادم 1440 هـ، وهو قرار رائع يزيد من الفرص الوظيفية للسعوديين في منافذ البيع المحددة في القرار، خاصة أن مواصفات وشروط هذه المهن متوفرة ومقدور عليها يستطيع السعودي أو السعودية إتقانها والإبداع فيها، وشخصياً كنت أتمنى أن يشمل قرار سعودة هذه الأنشطة مواقع ومهن أخرى تتعلق بالعمل الإداري والمحاسبي والتسويقي وغيرها من الوظائف المكتبية في المحلات والمؤسسات والشركات، بل إنني طرحت هنا قبل سنوات موضوع سعودة الكثير من الوظائف ومجالات العمل الفني والإداري في الأندية السعودية، بما فيها رئاسة وعضوية مجلس الإدارة..
لدينا في الأندية مئات وربما آلاف الفرص الوظيفية المناسبة للسعوديين، وإلى جانب أنها ستسهم في استقطابهم وإنقاذهم من البطالة المدمرة لهم ولأسرهم، فهي كذلك ستؤسس وتمهد لمرحلة خصخصة الأندية والاتجاه نحو العمل الاحترافي المنضبط وليس التطوعي العاطفي الاجتهادي، كما هو حاصل آلان، كما أن الإنتاجية ستزداد لكون الموظف سيجمع في هذه الحالة الانتماء لوظيفته مصدر رزقه ولناديه الذي يشجعه، في المقابل وبحكم أن الإداري أو السكرتير أو أمين الصندوق أو حتى الرئيس أو بالأصح المدير التنفيذي سيتقاضى مرتبًا بموجب عقد عمل مع النادي سيكون من السهل متابعته ومحاسبته وإلزامه بالدوام اليومي وتطبيق القرارات والتعليمات، إضافة إلى ضبط ومراقبة الإنفاق المالي بشكل رسمي يتحمل مسؤوليته بدلاً من الفوضى والمزاجية والقرارات الفردية الارتجالية السائدة منذ سنوات وإلى يومنا الراهن وورطت الكثير من الأندية بالديون والمشكلات والقضايا محليًا ودوليًا..
غير ما تقدم لم أتطرق للشأن الفني فيما يخص وظائف المدربين والأجهزة التابعة لهم، ولو أحصيناهم لوجدنا في الأندية أعداداً هائلة من المدربين والمساعدين لهم من غير السعوديين في تخصصات وخبرات تدريبية وعلاجية متوفرة في السعوديين، وهذا بالطبع لا يقتصر على لعبة كرة القدم بل على سائر الألعاب الأخرى، وتبلغ القيمة الإجمالية لعقودهم عشرات الملايين من الريالات معظمهم يغادر بعد شهور قليلة وبحوزته شيكًا بقيمة عقده كاملة مضافًا إليها مبلغ الشرط الجزائي، والأسوأ من هذا أنه رغم ما أنفق عليهم إلا أنهم لم يضيفوا لألعاب الأندية أي فائدة فنية تذكر..!