سعد الدوسري
نقرأ كثيراً عن القضايا التي ترفعها فتيات على آبائهن، لأسباب تتعلّق بتزويجهن رغماً عنهن أو بحرمانهن من حقوقهن أو الاعتداء عليهن. ومثل تلك القضايا تمثّل أعلى سقف للمطالبة الحقوقية، فمن ذا الذي يطلب من أبيه المثول أمام القضاء، ليدعي عليه بالظلم، متجاهلاً العلاقة الأسرية التي تربطه به، والتاريخ الطويل الذي يجمعهما؟!
إن استمرار الظلم على طفل أو فتى أو فتاة، سيولّد جروحاً غائرة في النفس، وسيتسبب في تجاوز أية علاقات بينهم وبين ظالميهم، وسيكون القضاء أو الأمن هو الملجأ الوحيد لهم، هذا إذا كانوا مدركين لحقوقهم في اللجوء لهذين المرجعين. وهذا الإدراك لن يتحقق، إن لم تقم المؤسسات الرسمية والمدنية بتوعيتهم بحقوقهم. وما كل القضايا الأسرية التي تنتهي في المستشفيات، إلا لأن الضحايا لا يعون أن من حقهم الكامل، اللجوء للشرطة وللقضاء.
يوم الخميس الماضي، أطلقت وزارة العدل معرضاً توعوياً في مدينة الرياض، لتوعية النساء بحقوقهن الشرعية، وامتد محتوى المعرض لبوابة الوزارة الإلكترونية، ولمحاكمها في كل أنحاء المملكة. وسنقول شكراً للوزير الدكتور وليد الصمعاني، فهذا أقل ما يمكن أن يقدّمه لنشر الثقافة الحقوقية. ومن المهم، أن يثقّف القضاة أنفسهم، لكي ينصفوا المظلومات.