سعد بن عبدالقادر القويعي
في ظل الانسجام التام، وتكامل الرؤى تجاه قضايا المنطقة، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، تأتي العلاقة بين السعودية والإمارات في بعدها - الحاضر والمستقبلي -، - والتي تمتد إلى نحو 45 عامًا - ركناً أساساً من أركان الأمن القومي - الخليجي والعربي -. كما تعززها روابط الدم، والإرث، والمصير المشترك، وتحكمها وحدة الرؤى، والمصالح في التعامل مع جميع القضايا المصيرية، - خصوصًا - مع ما تتميز به سياسة البلدين، - سواء - على المستوى - الإقليمي أو العالمي - من توجهات حكيمة، ومعتدلة، ومواقف واضحة في تعزيز الحوار بين الحضارات، والثقافات، ومواجهة نزعات التطرف، والتعصب، والإرهاب، بعد مراحل متتالية من التشرزم، والإحباطات، والهزائم.
تؤكد المعطيات، والشواهد أن التنسيق الإستراتيجي الكبير بين البلدين على المستويات - كافة -، والرؤية المشتركة حولت زخم العلاقة إلى علاقة مؤسساتية، تشمل الجوانب - السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية -، والتعاون - البيئي والعلمي -، - إضافة - إلى ما تقوم به الدولتان من دور رئيس في الحرب الدولية ضد التطرف، والإرهاب، - لا سيما - في ما يتعلق بالتصدي للجوانب - الثقافية والفكرية - ، وهي جهود تحظى بتقدير المجتمع الدولي - أجمع - ؛ مما يوحد التوجه الكامل لكل القرارات من البلدين في القضايا، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
سيبقى اجتماع الإرادة السياسية للقيادتين - الإماراتية والسعودية - من جانب، والتقاء مشاعر، وطموحات الشعبين من جانب آخر؛ من أجل الحفاظ على أمن المنطقة، وصون مكتسباتها، ورعاية مصالحها، والدفاع عنها؛ ولتعمل على تنفيذ الرؤية الإستراتيجية المشتركة؛ للوصول إلى آفاق أرحب، وأكثر أمنًا، واستقرارًا؛ لمواجهة التحديات في المنطقة، وهو ما أكده - الشيخ - محمد بن زايد، بأن : «الإمارات آمنت - دائمًا - بأن السعودية هي عمود الخيمة - الخليجية والعربية - ، وأنَّ أمنها، واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات، وغيرها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول العربية الأخرى، وهذا ما يؤكده التنسيق الإستراتيجي الكبير بين البلدين على المستويات - كافة -، وفي المجالات - كلها -».
بقي القول: في الوقت الذي تعتبر فيه العلاقات القوية، والإستراتيجية بين السعودية، والإمارات مستندة إلى أسس متوافقة، تنسجم مع بعضها البعض، بل ووصفها بأنها إستراتيجية بامتياز بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، وأبعاد، انصهرت - في نهاية الأمر - في نسيج واحد، بما يمتن جسور الصداقة، والمصالح المشتركة، فإن الرهان الحقيقي سيظل اليوم، وغدًا معلقاً على التعاون - السعودي الإماراتي - في جهودهما؛ للدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية، وحماية المنطقة مما يحاك ضدها.