إذا كان من المفترض حقا أن نفهم قيمة الاستقلال فمن الضروري أن نفهم مدى الألم والمعاناة التي تعرض لها الشعب في مواجهة القوى الاستعمارية. وهذا هو سبب شعورنا بالامتنان لجميع أبطالنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل استعادة استقلال أمتنا والحفاظ عليها. وفي يوم مثل هذا اليوم العظيم، عندما نحتفل بقيمة الحرية، تشيد الأمة بأبطالها الحقيقيين . وبينما تحتفل سريلانكا بسبعة عقود من الاستقلال، فإن من المناسب أن نتفكر في مدى التقدم الذي أحرزناه. وذلك فيما يتعلق بتحقيق التنمية البشرية، والتغلب على مختلف التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي واجهناها، إن التقدم الذي تم تحقيقه خلال هذه الفترة جدير بالفخر والثناء.
في اعتقادي أننا كدولة ذات هوية فريدة، لدينا ما يلزم للتغلب على أي تحد قادم. لقد أثبتنا ذلك طوال تاريخنا. واليوم، يجب أن نظهر مرة أخرى أن سريلانكا دولة يمكن أن تنهض في غضون فترة قصيرة من الزمن. الأمر الذي سيتحقق من خلال إنجاز نمو زراعي كبير، وتحقيق المصالحة الوطنية، وتحسين جودة رأس المال والموارد البشرية والتنافسية على نطاق عالمي. ويجب أن نتذكر أيضا أن الحرية الحقيقية لا تعني الحرية السياسية فحسب. إن استقلالنا لا يتحقق بالكامل إلا عن طريق تحقيق الحرية الاقتصادية والثقافية ايضاً. ولعل هذا العام هو عام حاسم في طريق رحلتنا نحو الحرية الاقتصادية. وكبلد، فإن نجاحاتنا المستقبلية تكمن في التزامنا بتحقيق أهداف طويلة الأجل بتصميم حازم، كما فعلنا في الماضي. كما إن إكمال خزان موراغاهاكاندا يعد خطوة هائلة في برنامج تنمية ماهاويلي. وهو دليل على مثابرتنا والتزامنا بتحقيق هذه الأهداف الطويلة الأجل. لقد أعلن هذا العام «عام إنتاج الأغذية المحلية»، حيث نسعى بكل جهد لتحقيق هدف الأمن الغذائي لدولتنا، وهو حلم الذي طالما حلمنا به منذ تحقيق الاستقلال.
وبهذه المناسبة التي نحتفل فيها بمرور سبعة عقود من الاستقلال، أتعهد بالوفاء بجميع واجباتي تجاه بلدنا الأم، وأؤكد أن قوتنا الحقيقية هي وحدتنا وتصميمنا.
** **
ميثريبالا سيريسينا - رئيس جمهورية سريلانكا