في اليوم الرابع من شهر فبراير لهذا العام تحتفل سريلانكا باليوم الوطني وعيد الاستقلال. وتأتي المناسبة هذا العام مواكبة للحدث الكبير وهو إطلاق المملكة العربية السعودية لرؤية2030. مما يشعرنا بالسعادة للمشاركة في هذه الأهداف المستقبلية للمملكة. حيث إن هناك العديد من نقاط التعاون بين البلدين لما يعود بالمصلحة المشتركة على البلدين.
وتخدم العلاقات المتبادلة بين البلدين المصالح المشتركة على الصعيد الدولي، كما أنها تخدم صالح المجالات المشتركة والصداقة بين الشعبين. ولتدعيم هذه العلاقات العريقة بين البلدين تعمل دولة سريلانكا على تدعيم مجالات التجارة والسياحة والاستثمارات وتوفير العمالة الماهرة للعمل بالمملكة العربية السعودية. فعلى الصعيد التجاري زار وفد تجاري من سريلانكا المملكة في شهر أكتوبر الماضي لدعم لعملية التوظيف للعمالة السريلانكية، وأتبع ذلك زيارة وفد تجاري سعودي إلى سريلانكا في ديسمبر من العام الماضي.
من ناحية أخرى، بدأ مؤخرا أعداد كبيرة من السائحين السعوديين في التوافد الى سريلانكا حيث سجلت السياحة رقماً قياسياً بلغ 38.000 سائح سعودي. ونحن نعمل على زيادة هذا الرقم خلال الأعوام القليلة القادمة من خلال تحسين الخدمات والمرافق السياحية وذلك لتشجيع زيارة الشعب السعودي لسريلانكا سواء للعمل أو للسياحة.
ونحن على ثقة من أن السائحين القادمين من المملكة سوف يشعرون بالألفة خلال إقامتهم في سريلانكا بفضل المعاملة الراقية التي سيجدونها، وكذلك الأطعمة الحلال والمساجد المنتشرة في كافة أنحاء البلاد. ولا عجب في ذلك إذ تعرف سريلانكا ببلاد الوجوه المبتسمة.
وتشتهر سريلانكا دولياً بإنتاجها لأجود أنواع الشاي. حيث يعتبر الشاي المحصول الأول اقتصادياً للبلاد منذ أن بدأ البريطاني جيمس تايلور، بزراعته. وبالفعل فقد احتفلنا مؤخراً بالعيد الـ150 منذ بدء صناعة الشاي في سريلانكا في حفل كبير أقيم بالعصمة السعودية الرياض.
جدير بالذكر أن الصندوق السعودي للتنمية كان شريكاً في برامج التنمية بسريلانكا. فقد قام قام بتمويل مستشفى للصرع بطاقة200 سرير بالكامل، افتتحها مؤخراً فخامة الرئيس السيلانكي ميثري بالااسريسينا في كولومبو. الأمر الذي يعد دعماً كبيراً من المملكة للشعب السريلانكي. كما شارك الصندوق في العديد من المشاريع طوال العقود الثلاثة الماضية، منها القيام بتمويل مشروع إنشاء مستشفى من10 طوابق بقيمة100 مليون ريال تتضمن غرفة للعمليات ووحدة للعناية المركزة ووحدة للرعاية الفائقة إضافة إلى242 سريرا في غرف للرجال والنساء. وقام الصندوق مؤخراً بتوفير أجهزة طبية بتكلفة بلغت 48 مليون ريال للمستشفى.
وتمتاز سريلانكا بحضارة تاريخية عريقة، كما تشتهر بإنتاجها من البهارات والأحجار الكريمة والجواهر ذات القيمة العالمية منذ آلاف السنين. وجغرافياً تعتبر سريلانكا همزة الوصل بين الشرق والغرب بما يسمى بطريق الحرير. ورغم ذلك فهي جزيرة صغيرة يمكن تغطيتها خلال 4 إلى 5 ساعات. وبالتالي فيمكن للمسافر إلى سريلانكا زيارة الكثير من معالمها السياحية في فترة وجيزة. وتمتاز سريلانكا بكثير من المعالم السياحية من أهمها شواطئها الممتدة والأماكن المخصصة لممارسة الرياضات المختلفة والمغامرات والمهرجانات وممارسة الحياة البرية.
ويمكن لزائر سريلانكا أن يقضي أسبوعين يغنيانه عن التنقل بين عدة دول للاستمتاع بأجواء مماثلة حول العالم. ويحصل المسافر السعودي على تأشيرة دخول للبلاد عند الوصول إلى المطار، كما يمكنه الحصول على تأشيرة إلكترونية. أما عن خطوط الطيران فتقوم الخطوط السريلانكية بتشغيل 18 رحلة من وإلى كولومبو، وذلك من مطارات المملكة الرئيسية بالرياض وجدة والدمام. بما في ذلك رحلات يومية من مطاري الرياض وجدة. كما سيجد السائح السعودي رحلات من كولومبو إلى معظم الدول المجاورة مثل ماليزيا وسنغافورة واندونيسيا وسيشيل وجزر المالديف والهند.
ومما يبعث على الارتياح الكبير أن سريلانكا والمملكة يحافظان على علاقات ثنائية ممتازة منذ افتتاح قنصليتنا في جدة في عام 1981. وتشمل علاقاتنا التاريخية الودية جميع المجالات بما في ذلك الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وتعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الشركاء التجاريين لسريلانكا في منطقة الخليج ، ومركزاً لأكبر قوة عاملة سريلانكية مغتربة فى الشرق الاوسط.
وختاما، أود في هذه المناسبة الخاصة أن أتقدم بخالص امتناني إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإلى الحكومة وشعب المملكة الصديقين على دعمهم المتواصل في تطوير وتقدم سريلانكا.
** **
عزمي طا سيم - سفير سريلانكا لدى المملكة العربية السعودية