محمد بن علي الشهري
موضوعي اليوم سيكون عبارة عن رسالة موجهة إلى من يعنيهم الشأن الهلالي، مضمونها نصيحة، وأذكّرهم بأنه ليس شرطاً أن تأتي النصيحة من شخصية مرموقة كي تؤخذ بالحسبان.. فالله (سبحانه وتعالى) قد يضع سِرّه في أضعف خلقه، وبالتالي بمكن أن تكون النصيحة الصادرة عن شخص بسيط عركته الأيام والتجارب، أكثر جدوى، وأقرب إلى الصواب من سواه، وفي كل خير إن شاء الله.
وبما أنه لا حاجت بنا إلى إعادة التذكير بأنه لا يوجد على وجه الأرض الفريق الذي لا يخسر.. وأن أي فريق في العالم يمكن أن يتعرض لبعض الاهتزازات، والاختلالات لأي سبب من الأسباب، إلاّ أنها عادة ما تتمكن الفرق العريقة والمتمرّسة من تجاوزها واستعادة زمام أمورها، باستثناء حالة واحدة قد تنجم أو تنتج عن حالة إحباط ما، فتتحول مع مرور الوقت إلى (معضلة) ملازمة للفريق يصعب الفكاك منها وربما تمتد لعقود.. ألا وهي (الاستسلام داخلياً لمشاعر الانهزامية).
هذه المعضلة إذا استشرت وتغلغت في نفوس أكبر عدد من أفراد الفريق، أي فريق، فلن تقوم له قائمة، وقد يتحول إلى (ملطشة) للفرق الأقل منه حظوظاً وإمكانيات، حتى وهو يمتلك مقومات الكسب والتفوق فنياً وعناصرياً.
كثيرة هي علامات الوقوع في براثن (الانهزامية الداخلية)، لعل منها كثرة التفنن في البحث عن مبررات الإخفاق أو الفشل، أو التقصير في أداء الواجبات كما ينبغي.
ومنها المبالغة في تقدير وتقييم قدرات الفرق المنافسة سواء بالسلب أو بالإيجاب، كذلك تضخيم تأثير الغيابات.
كل ما تقدم لا يعني بأي حال، مجرد الشك بوقوع الهلال في هكذ مشكلة (لا قدّر الله) بقدر ما هي الخشية من أن تتسرب إلى قناعات بعض العناصر قليلة الخبرة تهرباً من المسؤولية، لاسيما في مثل الظروف التي يمر بها الفريق حالياً.
يعني باختصار: على اللاعب أن يقدم الجهد المطلوب، وأن يطبق التعليمات الفنية بأكبر قدر ممكن من الإتقان، وهذا كفيل بالحصول على النتائج المرضية بعد توفيق الله.
حديث شريف: (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)