نجيب الخنيزي
انعقد منتدى دافوس 2018 في ظل مشهد عالمي غير زاه على الإطلاق، وعلى المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمناخية والأمنية كافة، حيث تتسع حدة الاستقطاب والفجوة الهائلة بين دول المركز ذات الاقتصادات الرأسمالية المتقدمة ودول الأطراف ذات الاقتصادات المتخلفة والتابعة من جهة، كما تتسع التباينات والفوارق الاجتماعية والطبقية في داخل جميع البلدان والمجتمعات بدون استثناء من جهة أخرى.
وقد جاء في تقرير نشرته منظمة «أوكسفام» البريطانية غير الحكومية بمناسبة انعقاد المنتدى أن الهوة بين أغنى أثرياء العالم وبقية العالم ما زالت في اتساع، إذ ما زالت الثروات تملكها أقلية صغيرة.
وقالت المنظمة إن «82 في المئة من الثروات التي تحققت في العام الماضي تدفقت على أكثر سكان العالم ثراء البالغ عددهم 1 في المئة فيما لم يشهد نصف الفقراء أي زيادة تذكر»، وأضافت «أوكسفام» أن هذه الأرقام تعكس فشل النظام الاقتصادي.
وكانت «أوكسفام» أصدرت تقارير مشابهة في السنوات الخمس الماضية، فأقرت في عام 2017 أن ثروة ثمانية من أغنى أثرياء العالم تعادل ثروة نصف الفقراء (3.6 مليار) في العالم.
أما هذا العام، فأكدت المنظمة أن ثروة 42 من أغنى أغنياء العالم تعادل ثروة 61 في المئة من ثروة أغنى أغنياء العالم.
ضمن هذا السياق قالت كاتي رايت، رئيسة الشؤون العالمية في أوكسفام، إن التقرير يساعد المنظمة الخيرية في «تحدي النخب السياسية والاقتصادية»، مضيفة «إن عدم المساواة الاقتصادية تؤجج الاستقطاب السياسي»، مشيرة إلى انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وتصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي كأمثلة على ذلك.
وتوصل المنتدى فى تقريره السنوى الشهر الفائت إلى أن حصول المرأة على أجر مساو لأجر الرجل وتمثيلها بنسبة مساوية للرجال فى مكان العمل يحتاج 217 عاما، ما يكشف عن فجوة اقتصادية بنسبة 58 %.
ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة (الفاو) هناك نحو 795 مليون شخص في العالم لا يجدون طعاماً كافياً للتمتع بحياة صحية نشطة. أي ما يعادل حوالي واحد من كل تسعة أشخاص في العالم.
ويعيش الأغلبية العظمى من الجياع في العالم في البلدان النامية حيث يعاني 12.9 في المائة من السكان من نقص التغذية. كما تشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى ضرورة توفير 3.2 مليار دولار أمريكي كل عام لتغذية 66 مليون طفل جائع في سن المدرسة.
وفقا لتقارير أممية نشرت قبل سنوات قليلة أنه كان يعيش فوق كوكب الأرض أكثر من 6 مليارات من البشر يبلغ عدد سكان الدول النامية منها 4.3 مليارات، يعيش منها ما يقارب 3 مليارات تحت خط الفقر وهو دولاران أميركيان في اليوم، ومن بين هؤلاء هنالك 1.2 مليار يحصلون على أقل من دولار واحد يوميا.
- وفي المقابل توضح الإحصاءات الغربية بالأرقام أن الدول الصناعية تملك 97 % من الامتيازات العالمية كافة، وأن الشركات الدولية عابرة القارات تملك 90 % من امتيازات التقنية والإنتاج والتسويق، وأن أكثر من 80 % من أرباح إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في البلدان النامية يذهب إلى 20 دولة غنية. للحديث صلة.