إبراهيم عبدالله العمار
ذات يوم من عام 1864م في مدينة جيرسي الأمريكية وقف ممثل شهير أمام منصة القطار، وبينما استعد الناس أن يصعدوا فاجأهم القطار بأن انطلق أمتارًا عدة فجأة ثم توقف؛ وهذا ما جعل أحد الناس يفقد توازنه، ويسقط بين القطار والمنصة؛ فهب الممثل ببديهة سريعة، وأنزل يده، وأمسك بياقة الرجل المحشور، وسحبه للأعلى قبل أن يسحقه القطار بانطلاقة مفاجئة أخرى. ولما التفت الرجل إلى منقذه فوجئ؛ إذ كان يعرف وجهه تمامًا، إنه إدوين بوث، أحد أشهر ممثلي المسرح في أمريكا؛ فشكره كثيرًا أنه أنقذ حياته، وكال له عبارات الثناء والعرفان، ثم افترقا. وما أتت السنة التي بعدها إلا وفكر الاثنان فيما حصل؛ فلقد حصلت إحدى أعجب مصادفات التاريخ؛ ذلك أن إدوين بوث (المنقذ) هو أخو ممثل اسمه جون بوث. وجون بوث هذا هو الذي قتل الرئيس الأمريكي أبراهام لينكون عام 1865م، أي بعد تلك الحادثة بسنة. ما هي المصادفة؟ الرجل الذي كاد يقتله القطار اسمه روبرت لينكون، وهو ابن أبراهام لينكون!
نعم، أخو القاتل أنقذ ابن المقتول، وهذه من غرائب المصادفات. والتاريخ فيه عدد غير متوقع منها، من أغربها التي تكاد تكون شبه مستحيلة ما حصل في جزيرة برمودا في 1975م؛ فقد كان رجل على دراجته النارية، وضربته سيارة أجرة، وقتلته، وبعدها بسنة كان أخوه التوأم يقود الدراجة نفسها، وصدمته سيارة وتوفي. والمصادفة المذهلة أنها سيارة الأجرة نفسها، والسائق نفسه الذي قتل أخاه، وكان يحمل معه الراكب نفسه! ما احتمالات حصول هذا؟ ضئيلة، وما تفتأ الحياة تفاجئنا بأشياء كهذه، غير أن من الأشياء الغامضة هو ما حصل قبل سنين قليلة؛ ذلك أن أحد المصارعين المشهورين باسم كريس بينوا قتل زوجته وابنه خنقًا عام 2007م، ثم انتحر شانقًا نفسه، فيما يبدو أنها نوبة جنون بسبب ضربات رأس كثيرة أصابته في عمله، وربما بسبب استخدامه المنشطات التي تُسبب أحيانًا نوبات هياج. قبل اكتشاف الشرطة الجثث بفترة 14 ساعة لو فتحت صفحة كريس على ويكيبيديا ستجد كلامًا عن وفاة زوجته!
من كتب ذلك؟ كيف عرف؟ هل هي مصادفة أم شيء مقصود؟ ستظل الحياة تدهشنا بأشياء كهذه.