د. محمد عبدالله الخازم
اكتشفت بالتجربة ومن معرفتي بزملاء يعملون في السلك الدبلوماسي تكرر الاختلاف في الإجازات التي يحصل عليها الدبلوماسي السعودي في الخارج من بلد لآخر. وللإيضاح، هناك نوعان من الإجازات يحصل عليهما الملتحق بالبعثة الدبلوماسية السعودية في الخارج. الأولى الإجازات الرسمية التي يحصل عليها المواطن داخل المملكة، مثل إجازات العيدين واليوم الوطني. هذه الإجازات - رغم وجود نظام يحكمها- يلاحظ أن هناك اختلافاً بين السفارات في منحها، فهناك سفارة تمنح يومين وأخرى ثلاثة أيام وثالثة أكثر من ذلك أو أقل. والاختلاف هنا ليس بين دولة عربية أو إسلامية وغير عربية، بل حتى بين الدول المتشابهة كالدول الأوروبية أو الأمريكية.
يوجد نظام لذلك لكن وزارة الخارجية بحاجة إلى تقنين ووضع نظام لائحة واضحة له، كأن تحدد بداية الإجازة ولا تشمل إجازات نهاية الأسبوع في جميع الدول واليوم الوطني يوم واحد في نفس موعده، كما يحدث داخل السعودية...الخ.
النوع الثاني من الإجازات هو تلك التي تحدث في البلد المضيف للبعثة الدبلوماسية، وهي تنقسم إلى؛ إجازات متعارف عليها وتتشابه في كل دول العالم وأخرى تختلف من بلد لآخر. بالنسبة للإجازات المتعارف عليها عالمياً كإجازات رأس السنة وأعياد الميلاد واليوم الوطني للدولة، فهذه أيضاً اقترح تقنينها أو توحيدها بناء على قراءة ما يحدث في أغلب الدول وعادة لا تتجاوز تلك الإجازات يومين أو ثلاثة. بعض السفارات السعودية تختصرها وبعضها تتوسع فيها، بعضها تدمجها مع إجازة نهاية الأسبوع وبعضها لا تفعل. أي لا يوجد نظام موحد لجميع البعثات الدبلوماسية بالخارج.
يبقى النوع الأخير الذي يختلف من دولة لأخرى مثل إجازات أعياد الشكر أو عيد العمال أو غيرها وهذه تترك لأصحاب السعادة السفراء تقديرها، بحيث تتوافق مع إجازات الحكومات المركزية أو الفيدرالية بالدولة المضيفة.
نحن نقدر أن لكل دولة أوضاعها ونظامها وسفراءنا لهم تقدير هذا الأمر، لكن نعتقد أن الإجازات الرسمية يجب أن توحد حتى لا يحصل إحساس بالغبن من ممثلينا الدبلوماسيين في دولة دون الأخرى. على سبيل المثال يعاني الدبلوماسيون في كندا من مزاجية تفسير الإجازات وتأخير البت فيها، فقد أجلت إجازة العيد الوطني المنصرم واختزلت إجازة عيد سابقة بحساب إجازة نهاية الأسبوع ضمنها. إجازة العيد ثلاثة أيام لكنه تم حساب إجازة نهاية الأسبوع ضمنها فبدت كأنها يوماً أو يومين فقط. فضلاً عن تأخر معتاد في إعلان مواعيد الإجازات.
اقترح توضيح نظام الإجازات وتوحيد إعلانه، بالذات في الإجازات الرسمية العامة. هو حق للدبلوماسي السعودي والعامل في البعثة الدبلوماسية معرفة إجازته دون انتظار قرار (فردي) ليتمكن من تخطيط إجازاته وأموره الشخصية بشكل مسبق وفق لائحة الإجازات الموحدة والواضحة لجميع الدبلوماسيين السعوديين في كافة الدول، بشكل متساوٍ وعادل.
أشكر السفراء الذين يقدرون العاملين معهم في البعثة الدبلوماسية، وأهدف هنا إلى إيجاد عملية تنظيمية، قد تسهم في رفع الحرج عن بعض السفراء السعوديين؛ الحرج من لومهم من منسوبي البعثة الدبلوماسية إن منحوهم أياماً قليلة في الإجازات أو من قبل مرجعيتهم الإدارية إن بالغوا في تدليل منسوبي بعثاتهم الدبلوماسية.