«الجزيرة» - عبدالرحمن المصيبيح:
تحظى المملكة العربية السعودية بدور حيوي ورئيس في مجال الطيران المدني على المستوى الإقليمي والدولي، وينعكس ذلك على الطلب المتنامي على صناعة الطيران المدني في المملكة، كما قامت الهيئة العامة للطيران المدني بالعمل على العديد من البرامج والمشاريع ضمن (برنامج التحول الوطني 2020).
وبحسب الدراسات والإحصاءات فإن قطاع الطيران المدني بالمملكة يحظى بفرص استثمارية كبرى، حيث تشير تلك الدراسات بأن الوظائف المستهدفة في قطاع الطيران بطريقة مباشرة وغير مباشرة تتجاوز (500) ألف وظيفة في المملكة، وإن نسبة النمو تقدر من (6 إلى 7 %) سنوياً خلال الفترة من (8 إلى 10) سنوات القادمة، ويعود ذلك إلى ارتفاع النمو السكاني الثابت في المملكة، بالإضافة إلى الازدهار الذي تعيشه منطقة الخليج العربي التي تربط بين ثلاث قارات مما يزيد من فرص النمو في مجال النقل الجوي.
إنجازات متميزة
وتمكنت الأكاديمية من تحقيق العديد من الإنجازات المتميزة، لتسجل نفسها ضمن الأكاديميات الرائدة على مستوى الشرق الأوسط، وتحصد الاعتمادات والاعترافات الدولية من أكبر منظمات الطيران الدولية، وعلى رأسها منظمة الطيران المدني الدولي «ICAO»، والاتحاد الدولي للنقل الجوي «IATA»، وأضحت كيانًا تعليميًّا رائدًا في المنطقة تقدم المحتوى التعليمي المتلائم مع احتياجات صناعة الطيران المدني عبر مجموعة من البرامج والدورات التخصصية، كما أنها تسهم في تأهيل وتدريب الكوادر البشرية العاملة لدعم (27) مطاراً في المملكة، وتعمل على تقديم البرامج والدورات في تخصصات «المراقبة الجوية، وصيانة أنظمة الطيران، والإطفاء والإنقاذ، وتشغيل المطارات، وأمن الطيران».
كما حققت الأكاديمية العديد من الإنجازات الدولية في عام (2017-2016)، حيث جددت المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) العضوية الكاملة للأكاديمية السعودية للطيران المدني في برنامج التدريب الجوي المتقدم، كما اعتمدتها مركز تدريب أمني معتمد دولياً، وفازت بمقعد في المجلس العالمي للتدريب، وبجائزة أفضل مطوري المناهج.
في السياق ذاته اعتمد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) الأكاديمية شريكًا معتمدًا، ومركز تدريب معتمد دولياً، بالإضافة إلى اعتماد معهد القيادة والإدارة البريطاني (ILM) الأكاديمية السعودية للطيران المدني مزود تدريب معتمد، ومنحت شركة أميدوس الأكاديمية ترخيص مزاولة التدريب على نظام تذاكر الطيران، بالإضافة إلى اعتماد الأكاديمية من قبلidp كمقدم رسمي لعقد اختبارات IELTS.
وترجمت الأكاديمية السعودية للطيران المدني نجاحاتها عبر توطين صناعة تتطلب مهارة ودقة عالية، حيث بلغت نسبة الشباب السعودي في مهنة المراقبة الجوية 100 %، كما استفاد من خدمات الأكاديمية منذ تأسيسها كمعهد تدريب عام 1962م ما يقارب (25) ألف مستفيد تم تدريبهم وتأهيلهم بأحدث التقنيات.
فتح المجال للمرأة السعودية
من جهته، أكد الأستاذ فهد بن سليمان الحربي رئيس الأكاديمية السعودية للطيران المدني أن طموح منسوبي الأكاديمية لا حدود له، منوهاً بأن الخطط والإستراتيجيات المعمول عليها حالياً قادرة على تلبية احتياجات قطاعات الطيران المدني، لا سيما في ظل التوسع الذي يشهده القطاع، والتحوّل لتطبيق برامج الخصخصة وتحويل المطارات إلى شركات تدار على أسس تجارية، مشيراً إلى أن الأكاديمية تعمل على فتح المجال للمرأة السعودية وتأهيلها للعمل في قطاع الطيران المدني، بعد أن باشرت اختبارات القبول والتسجيل لعدد 79 متدربة في برنامج تدريب المراقبة الجوية، وتم اختيار 12 مرشحة منهن لبدء الدراسة.
وأضاف الحربي «تسعى الأكاديمية إلى تحقيق الريادة في مجال الطيران على المستوى الإقليمي، وزيادة التعاون الدولي، واستطعنا خلال الفترة من يناير إلى ديسمبر 2017م تدريب (2900) شخص بمعدل 242 متدربًا في الشهر، كما قامت الأكاديمية بتصميم (23) حقيبة تدريبية وتطوير (43) حقيبة».
بدوره نوه الفرنسي ألين جورج خبير بالاتحاد الدولي للنقل الجوي «IATA»، بأهمية شراكة الأياتا مع الأكاديمية السعودية للطيران المدني، موضحاً أن هذه الشراكة تكمن في انعكاس مخرجاتها على قطاع الطيران الذي يعمل دائما للمحافظة على تحقيق أعلى معايير السلامة.
دور مهم للأكاديمية
وشدَّد اللواء طيار ركن عبدالله بن عبدالكريم السعدون عضو اللجنة الأمنية بمجلس الشورى وقائد كلية الملك فيصل الجوية سابقاً، على أهمية دور الأكاديمية السعودية للطيران المدني في تدريب كفاءات قادرة على حماية الممتلكات والأرواح في الأجواء والأرض وقال السعدون «أعتقد أن دور الأكاديمية مهم للغاية وذلك يعود إلى الحاجة الماسة لها، حيث إن صناعة الطيران تمثّل واحدة من أهم مصادر دعم الاقتصاد الوطني، وهي في نمو مستمر سنوياً».
رائدة في مجال التدريب
وأوضح الدكتور جبريل العريشي أستاذ علم المعلومات بجامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى سابقاً، أن الأكاديمية السعودية للطيران المدني صرح تدريبي وطني يقوم بتدريب الكوادر البشرية وتأهيلها للعمل في مختلف قطاعات الطيران المدني في المملكة.
وأضاف: «الأكاديمية السعودية للطيران المدني تمضي قدما بهمة وعزيمة، حيث تعتمد في برامجها التدريبية على أحدث ما توصل إليه العلم من مساعدات للتدريب في مجال تكنولوجيا الطيران، فهي تقوم بتطوير مهارات المتدربين من خلال استخدام أحدث الأجهزة التشبيهية، أو أجهزة المحاكاة، وأكثرها تطورًا، وهو ما يؤهلهم للتعامل بكفاءة مع أي احتمالات قد تواجههم في عملهم الفعلي، حيث يقومون، من خلال هذه الأجهزة، بممارسة المهام التدريبية في واقع افتراضي يحاكي نفس المهام الفعلية التي سينخرطون فيها بعد تخرّجهم».
ولفت أستاذ علم المعلومات بجامعة الملك سعود، إلى استخدام الأكاديمية لمعامل تشبيهية تحاكي جميع السيناريوهات التي يحتاجها المراقب الجوي، وذلك في مجال التدريب على أعمال المراقبة الجوية، والتي بدورها تعكس واقع الحركة الجوية.
نبذة عن الهيئة
وتعد الهيئة العامة للطيران المدني، هيئة وطنية حكومية، أنشئت عام 1354هـ الموافق 1934م، وتعنى بتطوير صناعة النقل الجوي، وهي الجهة المشرفة على جميع المطارات في المملكة التي يبلغ عددها 27 مطاراً، بينها خمسة مطارات دولية، وتسعة مطارات إقليمية، إلى جانب 13 مطاراً داخلياً.
ويمكن الاطلاع على جميع أخبار الهيئة العامة للطيران المدني في المركز الإعلامي.