مها محمد الشريف
فصل جديد يوشك أن يبدأ على مسرح السياسة، أبطاله من أصحاب القرار والصفة الرسمية العليا في السلطة. وقد أظهر المشهد الأول الشك من غايات سياسية، وما زالت المشاهد مباشرة، والعالم برمته يتابع التطورات، ولا سبيل إلى اختراع قصص من نسيج ضعيف حول تلك الشكوك.
يُضاف إلى تلك المشاهد والفصول الخلافات القائمة بين البلدين منذ القدم؛ فالقائمة تخبر بأسماء تشمل أركان الدولة الروسية، فهل الغرض من هذه القائمة هو إعادة ترتيب الأدوار والحسابات بين الدولتين أم ماذا..؟ وهل نستطيع تمييز جميع هذه التغيرات؟ خاصة بعد توافق مبرم بينهما في معظم قضايا الشرق الأوسط باستثناء العقوبات القديمة بشأن أوكرانيا لحين انسحاب قواتها.
وتقودنا هذه التساؤلات إلى أشكال مألوفة في أدوات السياسة المختلفة المتناقضة في بعض مكوناتها نظرًا لأهمية الأحداث السياسية والاقتصادية المشتركة، والآلية في القرار السياسي. أضف إلى ذلك الاستقالات المتتالية خلال عام منذ تولي ترامب السلطة؛ إذ تلقى استقالة ثالث أكبر مسؤول بالخارجية الأمريكية. ومشهد آخر بشأن تواطؤ ترامب مع روسيا لإنجاح حملته الانتخابية، والتدخل في الشأن الأمريكي الداخلي كما هو متداول عبر وكالات الأنباء؟
ما نريد قوله هنا: هل تأكدت صحة الاتهامات بين فريق ترامب والحكومة الروسية خلال حملة 2016؟ أم أن هناك ما يؤرق مجلس الكونغرس، ويستأنف مصطلح مؤامرة ونبش الأوراق القديمة، ولغزًا ينتظر حله من الإدارة الأمريكية ضمن نتائج التحقيقات؟
ورصد المحللون حقائق عدة في سياسة العقوبات التي اعتمدها الكونغرس لأعداء الولايات المتحدة، وتتمثل بالخروج العلني من دهاليز التعتيم والكتمان إلى فضاءات العمليات الأكثر حساسية. وجاءت تشكيلات مختلفة وغير منسجمة تمامًا مع النوايا والتطلعات الروسية من الإدارة الأمريكية. وفي خضم الأخبار المتسارعة والمتنوعة تتناقل وسائل الإعلام أعدادًا ليست بالقليلة من الصفحات المكتظة بالمعلومات عن التواطؤ مع رجال السياسة الروس. والجهات المعنية بالتحقيقات تعمل من أجل إثبات ما قام به «كوشنر» واللقاءات السرية مع «كيسلياك»، والمصالح المشتركة بين «مانافورت» وترامب، والعمل مع الملياردير الروسي، وشركة ترامب التي تعتزم بناء برج ترامب في موسكو خلال الحملة الانتخابية في 2016، ويكون ضمن تشكيل التحالفات بين الرئيسين حسب التحقيقات الأولية.
ومن المعروف أن القائمة يصعب إدراك عمقها على العلاقات بين البلدين. وتُبنى هذه المعطيات على أساس تحديد عدد من القدرات والتوافق وغيرها.. عطفًا على التحول الجذري في السياقات السياسية التقليدية على يد الإدارة الأمريكية. وفي الوقت نفسه بدأت ردود أفعال واسعة في موسكو، جاء رد الكرملين عليها بأنها عدوانية، تتعرض لها موسكو. وما كتبه السيد ترامب على حسابه في تويتر يخبرنا بأنه: «في الواقع طوال حياتي وأنا أتمتع بخاصتين: الاستقرار النفسي، والعقل الراجح.. المحتالة هيلاري كلينتون هي أيضًا لعبت على هذه الورقة (التواطؤ مع روسيا) بقوة، وكما يعلم الجميع فإنها باءت بفشل ذريع».