نوف بنت عبدالله الحسين
(يروق لي من حبيبي حين أنظره
خاءات خمس بها يعلو ويفتخر
الخصر ناحل كجسمي في محبته
والخد والخال والخيلاء والخفر)
إبراهيم شطا....
في زحمة كل شيء... ننسى أن نبحث عما يروق لنا... ونغرق في براثين الحياة... ليتنا نمشي في طريقنا دون وصاية المسؤوليات... ونختار ما يروق لنا من سبيل... تخطو خطانا نحو الحياة ونكتشف أن حياتنا هذه لا تروق لنا... فنفقد المهارة في البحث عما يعيدنا لصفاء أرواحنا... حينها فقط... نتحسّر على ذكريات مضت... ونبكي الزمان الذي فات... ونندب زمانًا آت..
ألا يروق لك أن تتنفس العطر الذي تحبه؟.. ألم تستشعر جماله... ألا يروق لك مذاق القهوة التي تصاحب مزاجك... ألا يروق لك مقطع أغنية ونغمة جميلة تصاحبها... ألا يروق لك صوت المؤذن وهو يعيش جمال النداء... ألا تروق لك خلوتك دون تطفل أحد... ألا يروق لك تلك اللحظات الخاصة بك ولك ومعك... ألا يروق لك شيء يروق لك حقاً يخصك دون أحد...
فتش عما يروق لك... واستمتع بلحظاتك... ابتعد عن الأسى... وابتعد عن تلك الحلقة الظالمة... لا تعش أسيراً للأشياء التي لا تروق لك... تعامل معها كشيء لا بد من القيام بها... لكن لا تجعله يسيطر على مزاجك... وعلى راحتك.. وعلى قلبك وعقلك...
هناك من يحمل معه الهم في كل مكان... يصطحبه في مأكله ومشربه ونومه وفكره... فلم يعد شيء يروق له... ولم تعد الحياة الرحبة تتسع لهمه... تعاظم همه وكبر غمه وسيطر على جمالياته...انفعالاته وإسقاطاته تكون ديدنه في التعامل مع الحياة... ينفرك من نظرته السوداوية للحياة... يقسو على الآخرين بهمّه... بنشر همه بمناسبة ودون مناسبة... الهم درن لا يصح أن ينشر... بل انشر الحياة... وانشر الفرح... على هونك... فالحياة أجمل من أن تعيش في هم... أعاذنا الله وإياكم من هم يلاحق ويسيطر...
ما أجمل البسطاء... يروق لهم كل شيء... ولا يجعلون للهم من طريق لأفئدتهم... لله درهم... لله ما أجمهم...
كونوا بسطاء... واخلقوا من الحياة أشياء تروق لكم... واجعل شعارك: يا لذيذ... يا رايق..