د.عبدالعزيز العمر
أرجو ألا أكون متشائماً عندما أقول إنه ما لم تحدث معجزة فإننا ربما نفقد طالبنا الطفل في محافظة الأحساء، ذلك الطفل الذي تعرض للضرب والصفع على وجهه من قبل معلمه وعلى مرأى ومسمع من زملائه في الصف، ومما زاد الطين بلة أن هذه الحادثة المسجلة بالفيديو شاهدها الملايين من الناس.
إن ضرب ذلك الطفل على وجهه قد يكون تسبب في إحداث جرح في أعماقه، وهو جرح قد يبقى مفتوحاً بقية عمره. لابد من إقناع معلمينا بأن ضرب طفل الأحساء (أو أي طفل آخر) على وجهه ينظر إليها الطفل باعتبارها إسقاطاً لكرامته، وإهداراً لقيمته كإنسان، وخدشاً لصورته أمام نفسه وأمام الآخرين. لذا فإن المطلوب اليوم أن يتداعى الأخصائيون النفسيون والتربويون لانقاذ طفل الأحساء واعادته للحياة من جديد.
للأسف بعض معلمينا يسيئون تقدير الضرر النفسي والمعنوي الكبير الذي يمكن أن يحدث للطفل عندما يصرخون في وجهه مهددين بكلمات مهينة وجارحة نفسياً، ناهيك عن أن يتم صفعه.
بعض المعلمين يلقي الكلمة لا يلقي لها بالاً فتهوي بالطفل في مكان سحيق، ليفقد حينها مستقبله الذي كان هو وأسرته يحلمون به. اليوم كل الفلسفات التربوية، وكل نظريات التربية وعلم النفس تؤكد أن الطفل لا يمكن اطلاقا أن يتعلم طالما وجد نفسه في وسط بيئة مرعبة ومخيفة ومهينة لكرامته.
إن كلمة جارحة واحدة أو تصرفاً أرعن يصدر من معلم بحق طفل قد يحرف مستقبله، بل وقد يهدم في لحظة واحدة كل جهود اصلاحه التي يبذلها والداه ومدرسته. لعل هذه الحادثة تكون سببا في خلق وعي جديد لدى المعلمين بضرورة تجنب ضرب واهانة الطفل.