عمر القعيطي
انتهت مؤخراً عطلة الإجازة نصف السنوية لطلاب المدارس وانخرط طلابنا وانتظموا في دراستهم بعد أن قضوا أكثر من أسبوع إجازة ما بين الفصلين، واختلفت إجازة هذا العام كونها أتت في ظل ظروف ترفيهية مختلفة ووضع ثقافي مغاير، حيث شهدت أجواء إجازة هذا العام النصفية العديد من الفعاليات المختلفة الترفيهية منها والثقافية واختلفت بشكل كبير عن الأعوام السابقة، حيث امتدت لتشمل العديد من الجوانب الفنية والفكرية التي أثرت بها ساحة المجال الترفيهي الذي ما زال في بداياته ويواجه الكثير من التحديات، في سبيل إرضاء ذائقة الناس والشرائح المستهدفة وهي الشباب بدرجة كبيرة وأساسية، مع بعض البرامج التي تستهدف الصغار وأيضاً كبار السن، ورغم أن هيئة الترفيه التي تأسست مؤخراً كان هدفها هو الإبقاء على السائح السعودي والحد من السفر للكثير من السعوديين الذين يشدون الرحال في كل عام لقضاء أوقات إجازاتهم خارج المملكة في وجهات مختلفة منها العربية مثل لبنان ومصر وبعض دول الخليج، ومنهم من يفضل الأجواء الآسيوية والبعض من الميسورين نراهم في عواصم أوروبية كبرى مثل باريس ولندن، واستطاعت بالفعل هيئة الترفيه خلال الإجازة الماضية من الحد وإن كان بنسبة قليلة من سفر البعض للخارج، وذلك من خلال فعالياتها المنتشرة في مدن المملكة والحراك الفني والثقافي طوال الأيام المصاحبة لهذه الحفلات المتنوعة سواء العروض المسرحية والمسابقات الفكرية أو الندوات والمؤتمرات الثقافية وأيضاً الحفلات الغنائية، (وإن كان البعض يؤخذ عليها ارتفاع أسعار التذاكر) ومشاركة الكثير من الفنانين الكبار مثل محمد عبده ورابح صقر وراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله والعديد من الفنانين الشبان، وما شكلته هذه الفعاليات من عوامل جذب كبيرة لسياح الداخل، ومن ثم يأتي التحدي الأكبر والأهم وهو وضع اللبنات الأساسية لجعل المملكة ومدنها قبلة للسواح والزوار من خارج المملكة والتعريف بالقيمة الحضارية والإنسانية للموروث الثقافي، وما تشكله وتمتلكه المدن السعودية من قيم سياحية عالية على أكثر من صعيد سواء تلك ذات المناخ المتميز والمختلف والذي يضاهي الأجواء الأوروبية في مدن جنوب المملكة، وكذلك الكم الهائل من المخزون الحضاري والتراثي والآثار المكتنزة، ناهيك عما تمتلكه المملكة من بنية تحتية وقاعدة كبيرة في التراث الإسلامي كونها تضم أطهر بقاع الأرض بوجود الحرمين الشريفين ومقابر الشهداء ويرها من المعالم الإسلامية الهامة التي يعتز بها المسلمون في كل أنحاء العالم، كل هذه العوامل متى ما تم استغلالها بطريقة مثلى مع الترويج الصحيح وإيجاد برامج التفويج المنتظم فحتما ستكون مملكة الخير هي الوجهة السياحية الأولى.