«الجزيرة» - الرياض:
توفي بعد مغرب أمس، الموسيقار السعودي سراج عمر عن عمر ناهز الـ72 عاماً في مستشفى الملك فهد بجدة، بعد صراع طويل مع المرض، ودخول جلطة فاقمت حالته الصحية.
وسراج عمر، موسيقار سعودي له الفضل الكبير في علو كعب الأغنية السعودية، منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، هو ملحن لا نستطيع القول عنه إلا أنه «عظيم» عاش مؤخراً في وحدة قاتلة.
بدأ الفنان سراج عمر مشواره الفني عام 1385هـ تقريباً كعازف كمان، يتمتع بخلفية تراثية اكتسبها من خلال احتكاكه بالفنانين القدامى، وصاحب -آنذاك- فنان العرب محمد عبده في بعض حفلاته التي كان يحييها، كما شارك في العزف مع الفنانين محمد علي سندي، وفوزي محسون -رحمه الله- بصحبة الفنان الراحل محسن شلبي، لما كان يتمتعان به من خلفية موسيقية لمختلف الأغاني الفلكلورية والتراثية.
وعلى الرغم من مشاركاته مع زملائه الفنانين في المناسبات كعازف كمان، إلا أنه من خلال علاقاته الجيدة مع زملائه، فقد ساهم بفعالية جيدة مع زملائه الفنانين الذين أصبحوا أبرز الملحنين، وهم: سامي إحسان، ومحمد شفيق، وعلي هبلش، وحسين عشي، ومحمد شاكر وغيرهم، لتأسيس فرق أهلية موسيقية، والتي كانت تشارك في العديد من المناسبات، ومن هذه الفرق: «فرقة النجوم» و«فرقة الفجر» و«الفرقة الخماسية»، وقدّمت أعمالاً موسيقية وغنائية والتلفزيون في بداياته.
يعتبر سراج عمر، أول المؤسسين للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض، التي صدرت الموافقة على تأسيسها عام 1393هـ، كما شارك في تأسيس فرع الجمعية العربية السعودية للفنون بجدة، التي تحولت إلى جمعية الثقافة والفنون فيما بعد، حيث تنقل في عدّة مناصب فيها وكان آخرها مديراً لفرعها وعضواً فيها، وأخيراً عين عضواً لمجلس إدارتها ومشرفاً على فروعها في المنطقة العربية.
وبحثاً عن الكلمة الرقيقة الشاعرة التقى بالعديد من الشعراء منهم: المرحوم محمد حسن عواد، وسعيد فياض، وأحمد سالم باعطب، وإبراهيم خفاجي، والأمير بدر بن عبدالمحسن، والأمير محمد العبدالله الفيصل، وصالح جلال، وأمين قطان، وأحمد السعد، وصالح الصالح، وعبدالله الجارالله، وناصر بن جريد، وعبدالرحمن حجازي، وياسين سمكري، ونجيب بطيش، ومحمد القرني، وأحمد عبدالغني بنونة وغيرهم، وقد أبدى كل هؤلاء الشعراء للملحن سراج عمر أجمل وأرق القصائد والأغنيات التي كانت محطّ إعجاب وتقدير الجميع.
على الصعيد المحلي غنّى من ألحانه كل من: الفنانين الكبيرين محمد عبده وطلال مداح وفنانين آخرين أمثال: علي عبدالكريم، عبادي الجوهر، ومحمد عمر، وعودة العودة، وعبدالمجيد عبدالله، وحسين أحمد، وصالح مدني وغيرهم. أما أشهر الأعمال التي عرفتها الساحة الفنية والجمهور فهي كثيرة وكان أبرزها بالنسبة للفنان طلال مداح، «مقادير» و«أغراب» و«هلي الجدائل» و«الموعد الثاني»، أما بالنسبة للفنان محمد عبده فكانت «يا حبيبي آنستنا» و»مرتني الدنيا». وإذا كان للأغنية واللحن أهمية لدى الفنان سراج عمر، فقد كانت ولا تزال موسيقى التراث لها اهتمام أكبر، ومن اهتماماته في هذا الجانب قدّم من إعداده نحو 160 مقطوعة موسيقية، أثرى بها مكتبتي الإذاعة والتلفزيون في المملكة.