مِنهُ دِمَشْقٌ ومِنِّي زَهْرةٌ سَقَطَتْ
فليسَ بعدَ دِمَشْقٍ ما أُقَدِّمُهُ
أصْبَحْتُ عاشِقةً في النَّهرِ صامِتَةً
والصّمْتُ من بَرَدَى لا ينْتهي فَمُهُ
يا قُبْلَةً ضُيِّقَتْ عنها شَوارِعُها
النَّهرُ دُونكِ والأزهارُ تَعْصِمُهُ
حلِّي بهِ كيفما شاءَ الهوى فهُنا
كانَ الهوى مَلِكًا والماءُ يُلهِمُهُ
وكان يجْري بأمْرٍ للهوى جَسَدٌ
لولا التَّشَوُّقُ لمْ يَلْحَقْ به دَمُهُ
يا كُسْوةَ العينِ هل جدَّدْتِ دمعَكِ أَمْ
كَفاكِ مما أفاضَ الدمع أقدَمُهُ
الشوقُ طائِفُ هذا النّهر فالْتَمِسي
دمْعًا جديدًا ألا يُشْجيكِ مَقْدَمُهُ!
ميْسونُ مرَّ زمانٌ والمنى شَجَنٌ
والحُبُّ ليسَ يفوتُ الآنَ موسِمُهُ
ها نحنُ غَادَرنا عِشْقٌ وجَاوَرَنا
عِشْقٌ فأيٌّ من العِشقَينِ نكتُمُهُ
ما انفَكَّ حتى أتانا شاهِدًا بَرَدَى
عِشْقًا رآهُ وعينُ الوردِ تنظِمُهُ
دِمَشْقُ أُهْدِيتُ حُبًّا منكِ مُمْتَلِئًا
وليسَ يكْفي من المحْبوبِ مُعْظَمُهُ
إنّي هنا فأتِمِّي الحُبَّ.. آيَتُهُ
منكِ التَّمامُ ورَبُّ الحُبِّ يَختمُهُ!
** **
- شعر/ هيفاء الجبري