سعد بن عبدالقادر القويعي
ستبقى السعودية في مقدمة أفق القضاء على البيئة القادرة على إنتاج، وتصدير الفكر المتطرف؛ لكونها حاملة لواء المشروع الإسلامي المعتدل ضد الإرهاب، وبيان الموقف الواضح لدين الإسلام من آفة العنف، دون تفريق بين جنس، أو لون، أو ديانة، أو مذهب. كما ستبقى العامل الحاسم في معالجة هذا الملف، وتلك الاستراتيجية، - إضافة - إلى عرض خبرتها الأمنية، والقضائية الطويلة في مواجهة التنظيمات المتطرفة، وتنفيذ أحكام القانون الدولي، والقرارات الدولية ذات الصلة بحظر ارتكاب الأعمال الإرهابية، أو تمويلها، أو التحريض عليها، أو الاشتراك فيها، أو حماية مرتكبيها.
ما دام هناك خطر مشترك، فإن الإدراك العام بأن الإرهاب هو عدو للمجتمعات الإنسانية، وأنها الهدف، والضحية، وأن حجم الخطر الذي يشكله الإرهاب على مصالحها، وعلى الاستقرار، والأمن الدوليين كبير جدا، يستدعي تضافر العمل الدولي المشترك في مكافحة الإرهاب، والجهات التي تقف وراءه، والتي لم تعد محاربتها شأناً محلياً، ينحصر في حدود دولة ما، وإنما تعدت ذلك؛ لتصبح هدف المجتمع الدولي بأسره؛ من أجل ألا نعطي لمتربصين بدين الإسلام المزيد من المبررات لمحاربته، وتضييق الخناق عليه؛ بحجة مسؤوليته المباشرة عن توليد هكذا أفكار متطرفة.
اليوم، نحن أمام تحديات تاريخية خطيرة تستهدفنا جميعا، فالإرهاب عدو المجتمعات، والتعاون للقضاء عليه يحقق المصلحة لكل الأطراف، وهو ما تؤكده دراسة صادرة عن مركز - الأمير - خالد الفيصل للاعتدال بجامعة - الملك - عبدالعزيز، كشفت أن السعودية: «ما زالت العدو الأول لجماعات الإرهاب - جميعا -، - سواء - في ذلك المنسوبة للسنة منها، كالقاعدة، وداعش، وفروعها، وغيرها، أو المنسوبة لفرق الشيعة، كالحوثيين، وحزب الله اللبناني، ووكلاء نظام الولي الفقيه الإيراني في المنطقة، وماكينة إعلامه - شرقا وغربا -»؛ الأمر الذي يعني نقطة تلاقي تبذلها السعودية؛ خدمة للقضايا المشتركة، والقيم النبيلة بين المجتمعات.
أكثر من دلالة مهمة كشفه التقرير أعلاه؛ بعضها يتعلق بالمرحلة الحرجة التي نمر بها، ولاعتبارات مرتبطة أساسا بحجم الاستهدافات التي تتعرض لها السعودية، - سواء - بالنظر إلى مكانتها - الدينية والروحية -، والآخر يتعلق بالقدرة على تطويق الإرهاب الذي ليس له عدو محدد، ومن ذلك: إيلاء الاهتمام الواجب، والخطط العملية لمعالجة جوانب، وأبعاد، وسياقات ظاهرة الإرهاب، والعمل على تقويض خطاب الجماعات الإرهابية المتطرفة، وتلك - في تقديري - هي النظرة العالمية التي يفترض أن تكون لمواجهة عدو الإنسانية - كلها -.