علي الخزيم
رأى باحثون متخصصون أن مخ المرأة يظل يعمل ولا يخلد للراحة كمخ الرجل؛ فهي دائمة التفكير فيما تريد عمله، ولديها القدرة للقيام بعدة أعمال في وقت واحد، ووجدوا أن هرمون (التستوستيرون) الذكوري هو مفتاح الاختلاف بين مخ الرجل والمرأة، وهذا الهرمون يتمّ إفرازه بنسب مختلفة عند الجنسين، ورغم أنه هرمون يبعث على السعادة إلا أن نقصه عند المرأة بسبب عوامل فسيولوجية طبيعية بحسب تكوينها ووظائفها الأنثوية وما يعتريها من تغيرات قد تؤثر على تركيزها ونشاطها الذهني حتى وإن حاولت بطبيعتها إشغال ذهنها طول وقتها بما تريد عمله، فربما كان ذلك سبباً لإجهادها الذهني وقلة التركيز والنسيان.
ويقول العلماء إن هناك الكثير من الجوانب الغامضة على العلم حتى الآن فيما يخص آليات عمل مخ الإنسان خاصة ما يتصل بالمشاعر مثل السعادة والحزن وغيرها، وإن النواقل الكيميائية العصبية التي ترتبط بشعور الإنسان بالسعادة عديدة، ومنها هرمون (السيروتونين) مضاد الاكتئاب لأنه يلعب دوراً مهما لتحسين المزاج وعندما يكون مستوى هذا الهرمون منخفضاً بالجسم يشعر الإنسان بالإحباط مع ضيق وشد عصبي.
وقد خطَّأ كثير من الفقهاء الاتجاه لتفسير قول الله سبحانه بالآية 4 من سورة الأحزاب: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} بأن المرأة تمتلك هذه الخاصية الحسّية بدليل قدرتها على إشغال مخها طوال يومها بما تريده آنياً ومستقبلياً، وقدرتها على الحديث مع صويحباتها بكل اتجاه مع أكثر من واحدة واستيعابها لحديث الأخريات مع بعضهن، فمثلاً يقول الشيخ صالح المغامسي: إن هذا إنما جاء توطئة لما بعده بالآية الكريمة لنفي نسبة زيد بن حارثة للنبي محمد من حيث التبني، وارجع ذلك لغياب فهم الخطاب القرآني على أساليب العرب، وللتدليل وتعليق الأمر على أن ثمَّت أشياء لا تجتمع.
وجاء في تفسير الإمام محمد متولي الشعراوي قوله: إن الحق سبحانه قال {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ} فلماذا قال الله (شَهِيدَيْنِ) ولم يقل (شاهدان)؟ لأن مطلق شاهد قد يكون زوراً، لذلك جاء الله بصيغة المبالغة كأنه شاهد عرفه الناس بعدالة الشهادة حتى صار شهيداً، وإنه إنسان تكررت منه الشهادة العادلة واستأمنه الناس على ذلك وهذا دليل على أنه شهيد، وإن لم يكن شهيدان من الرجال فالحق سبحانه يحدد لنا {فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء} وبهذا أظهر الله عز وجل أن المرأة المسلمة من طبيعتها الصدق في الكلم والشهادة، {أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} لأن الشهادة هي احتكاك بمجتمع لتشهد فيه وتعرف ما يحدث والمرأة بعيدة عن كل ذلك في الغالب وإن الأصل في المرأة ألا علاقة لها بمثل هذه الأعمال، فإذا ما اضطرت الأمور إلى شهادة المرأة فلتكن الشهادة لرجل وامرأتين.
وفندت معطيات العلم الحديث مزاعم بأن الإسلام والقرآن يقلل من شأن المرأة؛ وأثبتت مثلاً أن الحمل يؤثر مؤقتاً على خلايا الذاكرة لدى المرأة، لذلك عندما شرع الله حكم الشهادة وضع المعايير لمصلحة العباد.