د. عبدالرحمن الشلاش
حرية الرأي مكفولة للجميع في حال أن التزموا بضوابطها، أما أن انحرفوا عما يحكم الناس من أخلاقيات فإن ما يقومون به يمكن أن يصنف أي شيء إلا أن يكون من حرية الرأي في شيء. تطرح رأيك الموضوعي وتناقش وفق الحقائق ودون كذب أو غش وتزوير أو انتحال، وكل ذلك في إطار الاحترام فلن تجد من يعترض عليك، أما أن تحاول التطاول على الغير تسب وتشتم وتتحول إلى شخص مؤذٍ في تغريداتك فهذا أمر لا يقبل به أحد ولا يصنف أنه من حرية الرأي، بل يصنف أنه من التعدي على الناس وأنه قد يصل في بعض الأحيان إلى الوقاحة وقلة الأدب!
تويتر من أهم مواقع التواصل الاجتماعي وبالذات على مستوى طرح الرأي عبر التغريدات الفردية، أو على مستوى الهاشتاقات، ويتواجد فيه عدد كبير من النخب الثقافية والفكرية علاوة على شريحة عريضة من عامة الناس وهم خليط متنوع الثقافات، فيهم الجيد وغير الجيد، والمنضبط وغير المنضبط. أسوأ ما في هذا الموقع وجود عدد كبير من الحسابات المشبوهة، والأسماء المستعارة، والأكثر سوءًا توظيف بعض الدول الداعمة للإرهاب مثل إيران وقطر لكثير من الحسابات المسيئة التي تبث الإشاعات، وتروج الأكاذيب، ومحاولة شق الصفوف والتفريق بين أبناء الوطن الواحد والأوطان الشقيقة! أحسب مثلا كم يوظف النظام الفارسي من حساب يمارس الوقاحة وقلة الأدب والسفاهة على المملكة وبأسماء مموهة على أن أصحاب تلك الحسابات سعوديون بينما هم في واقعهم عبارة عن مجموعة من العملاء والمستأجرين لينفذوا تعليمات محددة تستهدف زعزعة المجتمع، وإضعاف ثقة بعض الشعوب بحكوماتهم وفي دينهم وأوطانهم، وفي قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم، وتشكيكهم في أي أمر أو قرار، ويفعل نظام الحمدين القطري نفس الأفعال وربما أسوأ، وكلا النظامين أسوأ من بعض في انتهاج الطرق الملتوية، وتوظيف المرتزقة لتحقيق أهداف خبيثة لا تخفى إلا على كل مغيب!
في تويتر الحرية تستخدم من معظم المستخدمين أبشع استخدام، من لا يعجبه رأيك يهاجمك وفي مراحل تصل للقذف أو التشهير، ما دعا كثيرين لحجب أي مسيء، لذلك سيظل تويتر وغيره من المواقع فاقدًا للمصداقية مقارنة بوسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية.