الطائف - خاص بـ«الجزيرة»:
نبه داعية إلى أن المطالبة بتغيير الخطاب الديني لها ثلاثة احتمالات، حيث إن تبديل الخطاب كليا، كفر بالله، وتبديل قواعد فهم الخطاب «اللغوية والأصولية»، والإتيان بفقه جديد لها، مسلك الزنادقة، وتبديل (الأسلوب) وهذا لا يحتاجه الراسخون في العلم فهم عليه في السلم والحرب، والحب والبغض، والصلة والقطيعة، وقد يستخدمه المراوغون الأكالون البطالون.
وشدد الشيخ الداعية بدر بن علي العتيبي على أن تغيير الخطاب الديني عبارة حمالة للحطب، سوقها الزنادقة الباطنية للتلاعب بنصوص الشارع ومقاصدها، وجاءوا بالتجديد في فهم الدين، إلى حد تعطيل المفهوم اللغوي، والمدلول الأصولي: لكلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، فقول: (تغيير الخطاب الديني) لا يقوله إلا زنديق، أو جاهل باللغة والشرع، فالخطاب هو قول المخاطب، لا خطابا معتمدا ومعتبرا إلا خطاب الله وخطاب رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أراد تغييرهما فهو ملحد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أما إن أراد تغيير (المدلول) فهو أيضاً من شأن الزنادقة المتلاعبين بالوحيين، والمخادعين بنصوص الشريعة، وهم على فريقين، فريق يبدل القواعد اللغوية والأصولية بفهوم وقواعد محدثة متناقضة على غير فهوم علماء اللغة والأصول، وفريقٌ يتلاعب بالمدلولات على هواه بخلاف مسالك أهل العلم، فيقلب الوجوب ندبا، والحرمة كراهة، والخفي جليا، والجلي خفياً، والمحكم متشابها والعكس، على غير سنن أهل العلم وأساليبهم، ويبقى مراد ثالث لمراد بعض المتهورين بتغيير الخطاب الديني، وهو: أسلوب الخطاب من الشدة إلى اللين، ونحو ذلك، وهذا لا يحتاجه من سار على قواعد الشرع، لأن الشرع جمع بين البشارة والنذارة، والترغيب والترهيب، والعقوبة والعفو، وقسوة العبارة ولينها، وهكذا هو القرآن الكريم، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكد العتيبي على أن الحاجة تكمن بتغيير [أسلوب] الخطاب الكثير من الحركيين! الذين بارت سلعتهم، وكسد سوقهم بين الناس في عصور مضت، حيث لم يكونوا يستخدمون إلا الفظاظة والغلظة، والتكفير والتضليل، ومقت الحكومات والشعوب، فاضطروا بعد أن فضحهم الله، وكشف ستارهم إلى تغيير (سياسة المرحلة) و(حركة المواجهة) تمويهاً وخداعا، فالمتغير هو مجرد (أسلوب الخطاب) وإلا ففي الباطن هم على ما كانوا عليه من الانحراف عن السبيل.