«الجزيرة» - عيسى الحكمي:
عندما تكتب عن فؤاد أنور فأنت تحتار من أي الأحبار تسقي قلمك، لأنك كلما جدفت به ستجد أمامك منجما شامخا بالإنجاز وراء الإنجاز حتى شيد في بنك التاريخ صفحات لا تضاهي جعلته أسطورة من بين أساطير اللعبة في بلاده وربما في قارته حتى وإن ظلمه التاريخ في يوم ما .
فؤاد أنور ، أو فؤاد الأخضر كما يحلو له ويحلو لجماهير الكرة السعودية منادته به ،لاعب من طينة اللاعبين الذين يصعب تكرارهم ،عرفته عن قرب وعرفه الجمهور السعودي ،لاعبا يمتلك الرغبة والعزيمة ،احترف ذاتيا قبل الاحتراف التطبيقي ، لا يعرف المستحيل إلى عقله طريقا ،لديه إصرار عجيب أن يكون في المقدمة مهما كانت العوائق لذلك شق طريقه بين أقرانه حتى أصبح قائدهم ونجمهم وأسطورتهم.
بالقميص الدولي ظهر وبرز منذ كان في منتخب الناشئين ،رسم مع رفاقه إنجاز كأس العالم 1988 ،وانتقل لمنتخب الشباب ليكمل المهمة واثقا بأن قميص المنتخب الدولي مهره الوحيد الجهد والعرق. مع الأخضر زامل العباقرة فكان العبقري الأبرز بينهم ليشق معهم طريقا وحلما طال انتظاره هو التأهل إلى نهائيات كأس العالم في عام 1994.
وكعادته لم يترك المناسبة تمر بدون بصمة بل بصمتين ،فسجل أول الأهداف بمرمى منتخب هولندا وعززه بصاروخية في شباك منتخب المغرب مسهما بحضور مشرف للأخضر في أهم محفل لكرة القدم.
ولأن الإصرار عنوان تعريفي بفؤاد أنور فقد سجل حضوره في ثاني أهم المحافل الرياضية أولمبياد اتلانتا ،ولأنه يعشق الأولويات ،كان أول قائد للمنتخب السعودي يرفع كأس الخليج 1994 ،ومن بعده حرث الملعب طولا وعرضا ليهدي الوطن مع زملائه كأس آسيا 1996.
من جديد ظهر القائد الفذ الأخضر في مونديال 1998 وسجل له التاريخ أنه تسبب بطرد الظاهرة زين الدين زيدان عندما لم يجد الأخير بكل ما يملك من عبقرية كروية إلا اسلوب المخاشنة ليوقف نجمنا الكبير فكان الورقة الحمراء بانتظاره في أهم المحافل.
لم تتوقف المشاركات العالمية لفؤاد الأخضر عند ذلك بل توجها قبل أن يودع مستطيل الأخضر «قسرا» بسبب الإصابة بمشاركة فريق النصر في كأس العالم للأندية 2000 وكالعادة لم يخرج بدون بصمة فيمناه التي لا تخطئ المرمى أصابت شباك الرجاء المغربي في ليلة الانتصار الأصفر «4-3».
ولفؤاد مع الشباب النادي والبيت الرياضي الأول له قصة وفاء من نوع آخر ،فمع شيخ الأندية قدم فؤاد عصارة جهده متدرجا في جميع الدرجات حتى أصبح الوجه المألوف في منصات التتويج حيث هوايته في رفع الكؤوس والألقاب منذ انطلق الليث على يدي جيله المرعب عام 1990.
أخيرا ،يحتار القلم ويحتار في الحديث عن فؤاد أنور اللاعب ،وفؤاد الإنجازات ،وفؤاد القدوة ،وفؤاد النشط في مجاله حتى بعد الاعتزال ، ولا يملك الشخص المتابع لهذه الظاهره سوى إطلاق الأمنيات بالتوفيق لنجمنا في حفل اعتزاله هذا المساء وأن يستمر على عهد العطاء وبناء الأجيال الكروية القادمة للكرة السعودية ،وكل الشكر أيضا لهيئة الرياضة التي التفتت لنجم يعصب تكراره.