نجح فريق علمي سعودي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، ولأول مرة على مستوى الشرق الأوسط، من إنتاج نظير اليود 124 البوزيتروني المشع، وبكميات كبيرة ونقاوة عالية، وذلك باستخدام تقنية التشعيع البروتوني للأهداف المطلية لعنصر التلوريوم 125.
وأوضح الفريق العلمي أن هذا النجاح مكّن من تطوير اثنين من المنتجات الصيدلانية الإشعاعية الجديدة وهما محلول وكبسولات يوديد الصوديوم 124 والتحقق من جودتهما وفاعليتهما للاستخدام السريري لبعض حالات الأورام السرطانية.
إلى ذلك هنأ معالي الدكتور ماجد الفياض المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الفريق العلمي، برئاسة الدكتور إبراهيم الجماز والدكتور فيصل الرميان، على الجهد والعمل الدؤوب الذي قام به كافة أعضاء الفريق طوال مراحل إنتاج المشروع على مدى العامين الماضيين حتى تحقق المنتج بكفاءة وفاعلية عالية مشدداً على أن الابتكار يمثل أحد أهم الركائز الرئيسية للبيئة العلمية الطموحة لافتاً إلى أن الإدارة التنفيذية وضعت في أولى أولوياتها تعزيز ودعم المشاريع الإنتاجية المبتكرة التي تهدف إلى تحقيق درجات عالية من تطوير وتجويد الخدمة الطبية بجوانبها التشخيصية والعلاجية.
من جهته بين الدكتور إبراهيم الجماز، رئيس قسم السايكلترون والصيدلانيات المشعة بمركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي، أن تلك المنتجات الجديدة تستخدم في تحسين الجودة التشخيصية والعلاجية للمرضى الذين يعانون من سرطان الغدة الدرقية المتباين في حالاته المتقدمة مضيفاً أن الدراسات أثبتت بأن اليود 124 وباستخدام تقنية التصوير الطبقي البوزيتروني يتفوق وبشكل كبير على النظائر المستخدمة حالياً لليود في دقة التشخيص لأجزاء صغيرة من أورام الغدة الدرقية لم تكن محل الاشتباه، مشيراً إلى أن اليود 124 فعال وبشكل دقيق في تحديد الجرعة الإشعاعية العلاجية المناسبة لكل مريض أكثر من مادة اليود 131 ما يجعله أحد ركائز الطب الدقيق في أمراض سرطان الغدة الدرقية وغيرها من الأورام.
يشار إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض يعتبر أول مركز في الشرق الأوسط الذي ينتج النظائر والصيدلانيات المشعة للأغراض الطبية المتقدمة خلال الأربعة عقود الماضية إضافة إلى أنه أحد المراكز العالمية المعترف بها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية للقيام بأعمال الإنتاج والبحث والتطوير في المجالات النووية الطبية وينتج المستشفى سنوياً نحو (25000) جرعة من الصيدلانيات المشعة تستفيد منها أقسام الطب النووي في مستشفيات المملكة في تشخيص الكثير من الأمراض وعلاج بعض الأورام السرطانية.