المدينة المنورة - علي الأحمدي:
أطلقت جامعة الأمير مقرن بن عبد العزيز بالمدينة المنورة حملة أوقافها، بهدف توفير التمويل الذاتي لمشاريعها غير الربحية والتي تقدّم منحاً دراسية كاملة أو جزئية للطلاب المتميّزين والموهوبين وعدد من أبناء الشهداء وفق ضوابط معيّنه.
جاء إطلاق الحملة في مؤتمر صحفي بحضور رئيس لجنة الزكاة في الجامعة الشيخ صالح بن عواد المغامسي ومدير الجامعة الدكتور خضر بن عليان القرشي الذي بيّن في البداية أن الجامعة هي الوحيدة بالمملكة التي بها هذا العدد من المنح الدراسية، مشيراً إلى أن الرسوم التي تأخذها من بعض الطلاب هي رسوم رمزية بهدف التأكد من جديتهم في الدراسة، موضحاً أن هناك خططاً مستقبلية تعدها الجامعة لسوق العمل من حيث برامج ريادة الأعمال مع الحرص على أن يتخرّج الطالب وهو متمكن في مجال تخصصه، وكشف القرشي أن الجامعة مرخصة لـ3000 طالب, وأن المنح الدراسية وصلت إلى 860 منحة دراسية حتى الآن, مؤكداً أن الدعم الذي سيأتي سوف يساعد على التوسع في المنح والبرامج التي تقدّمها الجامعة للطلاب والطالبات.
بينما تطرق الشيخ صالح المغامسي في بداية حديثه عن الجانب الشرعي لمثل هذا الانفاق في التعليم قائلاً: «يجوز صرف الزكاة على الجامعات غير الربحية المراد من ذلك أن يتعلم أبناء المسلمين غير القادرين على التعلم». وأشار إلى أن اللبنة الأولى لإنشاء الجامعة كانت على يد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، وتطرق فضيلته إلى أن الجامعة تعد جامعة خيرية غير ربحية يستفيد من ريّعها عدد كبير من أبناء هذا الوطن ومن غيرهم ممن يقيمون فيه، مشيراً إلى أن المرجو من هؤلاء الطلاب والطالبات أن تكون لهم يد في بناء المجتمع سواءً على المستوى الأسري أو على مستوى الأمة الإسلامية، مبيّناً أن العناية بهم في تقديم ما يعينهم على إتمام دراستهم في مجالات وتخصصات مختلفة له الأجر الكبير.
وقال فضيلته: بفضل من الله، ثم بجهود المخلصين المؤسسين نُفذت تلك الفكرة، وتوّج هذا العمل الخيري بصدور قرار مجلس الوزراء رقم 22 ، وتاريخ 9-1-1438 هـ، القاضي بإنشاء جامعة الأمير مقرن بن عبد العزيز في طيبة دار السلام, لتكون صرحاً علميًا شامخاً يليق بمكانة المدينة المنورة الدينية والعلمية بخاصة، وبالمملكة العربية السعودية بعامة، ويرقى التعليم فيها إلى مستوى التعليم العالي النوعي التخصصي الرائد. وقد اتّسم هذا الهدف بالوضوح منذ بدايته حين وجّه مؤسّس الجامعة - صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مؤسسة البيان الخيريّة للتّعليم- بضرورة أن تكون في مستوى العالمية. وقد أسهمت كوكبة من محبي الوطن المخلصين والمؤمنين بأهمية العلم والتعلّم في تنفيذ ذلك التوجه الرائد ذي المقصد العلمي النوعي والتنوعي، فبرزت تلك الفكرة إلى الوجود، وتجسدت في صرح علمي متميز وفق أرقى المعايير الأكاديمية المقرة من هيئات الاعتماد الأكاديمي. وقد حرص القائمون على هذه المنشأة التّعليميّة على إيضاح نهجهم ومنهاجهم، وأهدافهم وغايتهم المنشودة، من خلال رؤية الجامعة النافذة، ورسالتها القيّمة.
من جانب آخر تتمثّل رسالة الجامعة بتقديم تعليم نوعي متميز في مراكز البحث العلمي، من خلال إنتاج برامج بحثية أكاديميّة مميزة ذات جودة عالية، تتوافق مع أعلى المعايير الدولية للتعليم، وتتسم بالإبداع والابتكار وبالتوظيف الأمثل للتّقنية؛ وذلك للإسهام الجاد في صناعة المعرفة، وتذليل العقبات، وتقديم الخدمات الاستشارية بما يتناسب مع متطلبات التّنمية الاقتصادية الشاملة، والعمل الدؤوب على إعداد كوادر بشريّة تمتلك المعرفة، والتمكن من التخصصات العلمية، والقدرة على المنافسة في سوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي. الأمر الذي يُحسّن من مستوى الحياة، ويُعزِّز الشراكة المحلية والعالمية الفاعلة، ويُرسخ ثقافة الجودة، والأداء الراقي، والتطوير المستمر في بيئة محفزة منافسة تضع جامعة الأمير مقرن بن عبد العزيز في مصاف الجامعات العالمية العريقة .