محمد المنيف
عبارة (أهملوا) والأخرى (أتلفوا) نسمعها بعد اختتام أي معرض تشكيلي جماعي يديره متطوعون من الفنانين. (وأؤكد على كلمة متطوعين) كونهم يبذلون جهودا غير قليلة لتنظيم المعارض دون أي مكافآت مادية، يجمعون اللوحات، يتواصلون مع صالات العرض لإقامة المعارض، يتحملون مهمة ما يتعلق بتجهيز المعرض وبترتيبات الافتتاح وتلبية رغبة المشاركين، إضافة إلى التواصل مع سبل الاعلام، ومع هذا الهم الكبير واقتطاع الكثير من وقتهم الوظيفي أو الأسري، تأتي المشكلة في ما يتلقاه هؤلاء المنظمون للفعاليات التشكيلية (المتطوعين) عند حدوث أي خلاف غير منطقي مع المشاركين يصل إلى التهديد بالشكوى للجهات القانونية عند تعرض لوحة لاحد المشاركين أو المشاركات لخدش أو حتى تلف، حتى لو كان العمل لا يستحق ثمن الخامة أو الألوان بتنفيذ بدائي فيطالب صاحبه أو صاحبته بتعويض يفوق قدرات المنظم للمعرض.
هذا الواقع يحتاج إلى الحرص والتنظيم بأن توضع شروط يحدد فيها دور منظم المعرض بشكل دقيق، منها أنه لا يتحمل أي تلف للعمل خارج عن الإرادة خلال تنقل العمل من الفنان وصولا إلى المعرض نظراً إلى أن القيام بمثل هذه المعارض أو الفعالية يأتي اجتهادا فرديا لا يجني منه من يقوم به الا بمثل ما يجنيه بقية زملائه، ولهذا فهو شريك معهم في كل شيء وقد تتعرض لوحاته لما يمكن ان يحدث لغيرها، هذا الأمر وصل بكثير من الفنانين المنظمين للمعارض إلى التراجع والانسحاب والتوقف نتيجة ما واجهوه من الفنانين المشاركين من اتهامات، والقصص كثيرة تبعث الغرابة ان يقبل الفنان أو الفنانة على المشاركة في تلك المعارض ويستجيب للدعوة ويشيد بالفكرة أو المناسبة ويشكر المنظم لها ويبادر بتسليم عمله الفني في وقته، وبعد ان ينتهي المعرض ينقلب الامر إلى خلاف لا ينتهي نتيجة أي خطأ أو تقصير، دون ان يحمل المشارك في المعرض أي تبعات ومنها تأخره أشهر طويلة تصل إلى السنة على استلام لوحاته رغم تنبيه المنظم للمعرض بوقت استرجاعها.