خالد الربيعان
الإمارات وفلسفة التسويق الرياضي وكيف أنها سبقت جميع دول العالم تاريخياً في (تطويع) المناخ الجوي والإبداعي للبلد كي لا يشكو أحد من الزائرين والمشاركين علي اختلاف بلادهم والجو فيها من الحر الشديد وقيظ الصيف الذي يميز أكثر البطولات التي تستضيفها، حيث إن إبداع شبابها في جميع الاتجاهات وتذليل كل الصعاب يجعل سمة تنظيم البطولات هي النجاح وهو ما نراه في مدينتي الرياضة الأولى أبو ظبي ودبي.
الإمارات أيضاً رأت أن تركيز الفكر الاستثمار وعدم تشتيته عندما قامت بعمل أشياء يتضح أنها أخذت الكثير من الوقت في التخطيط والدراسة، تم دمج ثلاثة أندية كبيرة جداً في نادٍ واحد، الأهلي الإماراتي والشباب وأهلي دبي في نادٍ واحد باسم شباب أهلي دبي، ثم بعدها تم دمج ناديي الشعب والشارقة في نادٍ واحد يسمى الشارقة.
الإمارات إحدى الدول المتقدمة في مجال التسويق الرياضي فقط لوعيها المبكر وتبكيرها بخطوات الاستثمار الرياضي عن باقي دول المنطقة العربية والآسيوية بما فيها الصين التي لم تتحرك إلا لما رأت نجاح التجربة الإماراتية، ولهذا قصة يمكن أن نلخصها منذ 9 سنوات.
ففي 2008 تم إنشاء مجموعة أبو ظبي للاتحاد والاستثمار، التابعة لحكومة دولة الإمارات العربية، وفي نفس السنة كانت قد تملكت نادي مانشستر سيتي الإنجليزي من مالكه السابق رئيس وزراء تايلاند.
كانت موارد النادي من بيع التذاكر والبث التلفزي وصفقات اللاعبين تبلغ بالموسم الذي تملكت فيه المجموعة النادي إجمالي 87 مليون جنيه إسترليني، وفي نهاية موسم 2014 بلغت 346 مليون إسترليني وهو نمو يعكس نجاح هذه التجربة بشدة.
الآن أصبح النادي قيمته السوقية اكثر من مليار و200 مليون إسترليني، كبرت المجموعة تعاملاتها وأصبحت مجموعة السيتي فوتبول لكرة القدم، تمتلك في 4 نوادي هي مانشستر سيتي (إنجلترا)، نيويورك سيتي (أمريكا)، ملبورن سيتي (أستراليا) و يوكوهاما مارينوس (اليابان).
شركة طيران الإمارات هي أكبر راعي للقمصان في أوروبا، استثمار رياضي مع أندية أرسنال الإنجليزي، ريال مدريد الإسباني، ميلان الإيطالي، هامبورج الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي واندية أخرى بمجموع استثمارات أكثر من 550 مليون يورو مقابل الشراكة ووضع شعار الشركة واسمها على قمصان هذه الأندية التي تمثل دولاً كبرى في أوروبا.
دبي وأبو ظبي أصبحت علي قمة المدن العربية بل والعالمية في استضافة الفعاليات الرياضية، ولا شيء هناك يترك للصدفة بل يخضع لإحصائات دقيقة بالدرهم والريال والفرد الاجنبي والمواطن المحلي. فقبل التفكير والاستضافة هيأوا البنية التحتية في جميع الاتجاهات، كان نتيجة ذلك وحسب إحصائية رسمية بلغت التداولات العقارية لـ 53 مليار درهم إماراتي في أول 6 شهور من سنة واحدة هي 2013.
أما عن قطاع الضيافة والسياحة فحقق مداخيل في نفس الفترة - 6 شهور - 11.6 مليار درهم!، نتيجة تدفق 5.5 مليارات سائح على أراضيها وعبر مطاراتها، دون ذكر الدور الكبير جداً للخطوط الإماراتية التي تعتبر قصة لوحدها في التميز والإتقان.. والتسويق.
إستراتيجية الاحتراف الرياضي هناك تم إعلانها والعمل على تطبيقها منذ 10 سنوات، بسؤال تم اتخاذه شعار هو: إذا كنا نريد رفع راية البلد عالياً فيجب علينا خوض التجربة، فلماذا الخوف من الفشل؟!
محاور..!
كانت محاور التجربة الإماراتية هي: دفع البلد لأهداف وتطلعات أوسع وأكثر رحابة عبر تطبيق الاحتراف، التغلب علي معوقات وتحديات الفترة الإنتقالية: التحول من الهواة إلى محترفين!، كيفية نقل الفرق والأندية الصغيرة فكرياً وإدارياً وفنياً، إلى مؤسسات كبيرة في كل هذا! وأخيراً.. الإجابة عن سؤال هل نحن مستعدون واقعياً لمرحلة الاحتراف والعالمية بطريقة عملية (بنية تحتية - تسويق رياضي - هيكلة إدارية وقانوية)!!.