خالد بن حمد المالك
الانقلابيون في اليمن -حتى وإن تأخر حسم المعركة معهم- هم إلى زوال، فما يحدث من الحوثيين عبث مصيره مصير عاصفة هواء مغبّرة لا تلبث أن تختفي من الأجواء، ولاحقاً سيعود اليمن نقياً وصافياً من كل ما لوث مناخ هذا البلد السعيد.
**
ولن يستفيد من يتآمر على استقلال وحرية وحقوق الإنسان في اليمن، لأن ما يفعله الحوثيون هو تآمر انقلابي وقح، أغراهم للإقدام عليه الدعم الإيراني -القطري، معتقدين أن هذا كافٍ لتمكينهم من وضع اليد إلى ما لا نهاية على مقدرات اليمن الشقيق وحقوق مواطنيه.
**
وعليهم أن يفهموا جيداً بأنهم قد غُيبوا تماماً عن القوة العسكرية السعودية الضاربة، وعن قدرات تحالف عاصفة الحزم، ولم يدر بخلدهم أن تضييق الخناق عليهم، وتضييق مساحات ما كانت تحت سيطرتهم قد وصل إلى معقلهم في صعدة.
**
الحروب لا تُحسم ولا تدار من خلف الكهوف، أو في التواري عن الأنظار في أماكن سرية، ولا تكون بتجنب النيران في المواجهات، ولا في تقديم الأطفال نيابة عنهم، والتغرير بالبسطاء من الناس ليكونوا في الخطوط الأمامية في مواجهات عسكرية غير متكافئة، وهذا ما يجب أن يفهمه الحوثيون، فيراجعوا وضعهم البائس قبل فوات الأوان.
**
لكن في مثل هذه الاستحقاقات الوطنية لإنقاذ اليمن من المتآمرين عليه، يجب على المواطنين الشرفاء أن يتجنبوا أي موقف أو تصرف يلحق الضرر بتصديهم لقوى الشر، أو يسيء إلى النجاحات الكبيرة التي حققوها في إفشال التآمر الحوثي المدعوم من إيران وقطر لإثارة النزاعات وخلق أجواء من الفوضى بقيادة الانقلابيين.
**
فما حدث في عدن مؤخراً من صدام بين قوى يمنية على الأرض ولمصالح مختلفة ومواقف متباينة ليس له أي مبرر، فمازال هناك المزيد من الوقت للتخلص من الحوثيين، والقضاء على الانقلاب، وإعادة الشرعية لحكم البلاد، والوصول إلى أهداف التحالف العربي، وإعادة الأمل بعد تحقيق عاصفة الحزم النهاية السعيدة المنتظرة.
**
وإذا كان هناك من اختلاف في وجهات النظر بين الانفصاليين في عدن والقوى الأخرى، فيجب أن يترك هذا للحوار على طاولة واحدة، على أن يكون بعد أن تضع الحرب ضد الحوثيين أوزارها، وتعود القيادة الشرعية لتتسلم مقاليد الحكم، وبالتالي يتم إقرار التنظيمات القانونية والشرعية التي بها يستقر اليمن من مثل هذه النزوات، ويحتفظ لليمنيين بحقوقهم.
**
وما حدث في عدن -أكرر- ليس له أي مبرر، وهو لا يخدم التضحيات للتخلص من سيطرة الحوثيين، ولا يفيد في إنهاء وتحجيم الدور القطري - الإيراني، ومنع تدخل الدولتين في إذكاء الصراع في اليمن، وسعيهما لجعل البلاد أرضاً محروقة، ودولة فاشلة.