د. محمد عبدالعزيز الصالح
يتذمر البعض منا من قيام إدارة المرور خلال العامين الماضيين بالنحي منحى متشدد تجاه الفوضى المرورية التي كانت تعج بها شوارعنا وطرقنا من قبل الكثير من المستهترين من قائدي السيارات. لقد كانت قيادة السيارات في طرقنا وشوارعنا أشبه بساحات القتال, حيث كانت أعداد الوفيات قبل سنوات قليلة تتجاوز السبعة آلاف قتيل خلال العام الواحد, أي حوالي عشرين حالة وفاة في كل يوم, هذا بالإضافة إلى أن أعداد المصابين بسبب الحوادث المرورية كانت تتجاوز السبعين ألف مصاب, ناهيك عن الخسائر الاقتصادية التي كانت تتحملها الخزانة العامة للدولة والمترتبة على ذلك.
ونتيجة لذلك, توجه القائمين على المرور إلى تطبيق نظام ساهر عند الإشارات المرورية وكذلك على الطرق والشوارع, حيث تم نشر أعداد كبيرة من الكميرات على الكثير من الطرق والشوارع في مختلف مناطق المملكة, وقد ترتب على ذلك الانخفاض التدريجي لأعداد الحوادث المرورية ومن ثم الحد من أعداد الوفيات والمصابين من جراء ذلك.
وقد نشرت جريدة الجزيرة يوم الجمعة الماضي خبراً يشير إلى انخفاض عدد الحوادث المرورية خلال الربع الأول من العام الحالي 1439هـ مقارنة بنفس الفترة الماضية من العام الماضي 1438هـ, ففي مدينة الرياض مثلاً انخفضت الحوادث المرورية بنسبة 31%, وفي مدينة جدة بنسبة 33,75% وفي منطقة تبوك 53% وفي منطقة الجوف 40%.
كما تضمن الخبر انخفاض أعداد الوفيات خلال الفصل الأول من العام 1439 بنسبة 14% مقارنة بنفس الفصل من العام 1438هـ, وكذلك انخفاض أعداد المصابين من الحوادث المرورية بين هاتين الفترتين.
أتمنى من جهاز المرور الاستمرار على المنحى المتشدد مع جميع المستهترين والمتجاوزين للأنظمة المرورية, ولا أتفق مطلقاً مع من يتضجر من ذلك, وبكل تأكيد كلما زاد الضبط والتشدد من قبل جهاز المرور كلما انعكس ذلك على زيادة السلامة المرورية والكفيلة بعد عناية الله بالحد من الضحايا من الأنفس البريئة التي نفقدها كل يوم, خاصة وأن أعداد تلك الضحايا قد يتجاوز أعداد ضحايا الكثير من الحروب.
نرجو من المسؤولين عن جهاز المرور تكثيف الكميرات في جميع الطرق السريعة والشوارع والممرات والتقاطعات في جميع المدن والمحافظات, فهي كفيلة بالقضاء على تجاوز السرعة المحددة وكذلك على استخدام أجهزة الهواتف النقالة, كما نرجو منهم الاستمرار على مستوى العقوبات المرورية الرادعة وعدم تخفيفها, وتطبيقها على الجميع, مع أهمية تفعيل دور المحاكم المرورية والكفيلة بحفظ حق الجميع.