عبدالواحد المشيقح
ظاهرة إلغاء عقود المُدربين ليست بالجديدة.. فهي ظاهرة باتت مألوفة لدى المُتابعين.. وتعودنا عليها موسمياً.. فأنديتنا تتسابق فيما بينها بشكل ملحوظ نحو تغيير مُدربيها.. وهذا الأمر يحدث تقريباً في كُل موسم.. وفي غالبية الأندية.. حتى وصل الأمر إلى أن بعضها يُشرف عليه ثلاثة مُدربين وربما أكثر في الموسم الواحد..!
مُشكلة أنديتنا التي تُعاني منها.. أنها في حالة إخفاقها يقع اللوم على المُدرب.. وتكثر المآخذ على عمله.. وتُفتح الأبواب تجاهه.. ثُم يُنهى عقده.. رغم أن هذا الإخفاق لم يكن مُحدداً بشخص هذا المُدرب.. بينما الإداريون واللاعبون في منأى عن النقد وتحمّل المسؤولية.. رغم أنهم في الغالب هم من يتحمّلون تلك الإخفاقات وتراجع أداء فرقهم..!
عادة تغيير المُدربين يُصاحبه ارتفاع في المُستوى.. وهذا ما يجعل البعض يعتقد جازماً بأن ذلك التحوّل السريع في المُستوى سببه إبعاد هذا المُدرب أو ذاك.. بينما الواقع يقول إن ارتفاع المُستوى يعود (لحماس) يظهر ويُنعش الفريق كون اللاعبين بإرادتهم بحثوا عن ذلك لتأكيد براءتهم من تراجع الأداء.. ونسب الفشل للمدرب وحده.. وهذا الحماس هو من يُرجح كفتهم.. وبعد زواله تعود الأوضاع إلى طبيعتها.. إن لم تكن بأسواء من السابق..!
تحميل المُدربين ما لا علاقة لهم به.. جعلهم ضحايا للإدارات.. كونهم ينسبون الفشل لهم وحدهم.. وإن كان هُناك من فشل فيجب أن يُنسب لمن أحضرهم وتعاقد معهم.. ولمن حكم على قُدراتهم التدريبية خلال مُدة أحياناً لا تتجاوز الشهر الواحد..!
لا يجب أن نُصدّق بأن تراجع الأداء يتحمّله المُدربون وحدهم.. ولا يجب أن نُبارك خطوات بعض الإدارات المُتسرّعة والمرتجلة بإلغاء عقود مُدربيها.. فما يُقارب نصف المُدربين ألغيت عقودهم.. مَنْ مِنْ الفرق تطور مُستواها للأفضل (؟) أقصد الفرق التي عزلت مُدربيها.. فالفريق الوحيد الذي تطور مُستوى ونتائج.. وظهرت بصمات مُدربه هو فريق الشباب وما عداه فقد ارتفع أدائه في مُباراة أو مُباراتين نتيجة الحماس فقط..!
كارينيو هو الوحيد من بين المُدربين الكُثر الذين حضروا كبدلاء.. واستطاع ترتيب أوضاع فريقه الفنية.. وجعلك كمتابع تشعر بالتغيير الواضح بالشباب من الناحية الفنية والتنظيمية.. وهذا ما يجعلنا نقول إن حالات الإخفاق إذا حدثت يجب أن لا يُلقى اللوم كُله على المدربين.. بينما الإداريون واللاعبون لا يطولهم أية انتقادات..!