سعد الدوسري
يُحسب لهيئة كبار العلماء حماسها الشديد للمشاركة في كل الجهود التي تبذلها الدولة لنشر ثقافة الاعتدال والوسطية. مثل هذا الحماس يضع فكر التطرف في ركن ضيق، فالهيئة دوماً هي مرجع السعوديين، ولم يحدث أن نجح أحد في خلق أي شكل من أشكال التوتر في العلاقة بين الطرفين، طيلة الأزمات المفصلية التي مرت بالبلاد.
ما ينقص الهيئة، هو التعاقد مع فريق استقصائي احترافي، من الفرق السعودية المتخصصة في هذا المجال، وأن يكون مجال عمله الرئيس، رصد الشخصيات الدينية التي تسهم في تشكيل الثقافة الدينية للشباب والشابات. وهؤلاء لن يكونوا أعضاء من هيئة كبار العلماء على أية حال، لأنهم بعيدون، بحكم أعمارهم واهتماماتهم، عن الأجيال الجديدة. وسيكون على الهيئة بعد ذلك، استضافة هؤلاء الشخصيات، وفتح الحوار المفتوح معهم، في وجود شريحة واسعة من أطياف ومكونات الشباب المختلفة، ووضع كل النقاط على الحروف، ليعرف المنجرفون للتطرف إلى أي اتجاه مخالف للشريعة، هم متجهون.
إن البيان الذي صدر أمس عن الهيئة، والذي يحذر من خطر الشائعات التي تمس المصلحة العليا للدين والوطن، لن يؤثر في الشباب، وربما لن يصل لهم في الأساس.