د. محمد عبدالله الخازم
بحكم العمل والاحتكاك اهتممنا بمستشفيات النخبة ويبدو أنني لست وحيداً في ذلك، لكنني اكتشفت أننا نسينا الأصل الحنون أول مستشفى أسس بمدينة الرياض، ذلك الذي تجد الطريق أسهل إليه متى احتجته. تحديداً أكتب عن مدينة الملك سعود الطبية المعروفة باسمها القديم الشميسي.
عملت ولازلت أنتمي لمستشفيات متقدمة، لكن تعب الواسطات و المواعيد والعمليات و كثرة الترجيات، جعله من الأسهل البحث عن الأصيلين اللذين تجدهم وقت حاجتك بجانبك. لست ألوم فللبعض أعذارهم بسبب حجم المرضى الكبير وتقدم أنظمتهم، وبعض التقدم يتحول تعقيد من وجهة نظر المستفيد المتواضع مثلي.
أعود للشميسي وأقرر تجربتنا المتميزة معه في علاج الوالد أطال الله في عمره، كما أشير إلى التغير والتقدم الذي يحدث به. على الأقل بالنسبة لي وأنا لم أزره منذ سنوات طويلة. تجربة المريض تعتبر نغمة سائدة الوقت الراهن، وهي تمتد إلى ماقبل دخول المستشفى وحتى العناية بالمستشفى. من يهتم بالشكليات فسيعاني مشكلة المواقف والازدحام بالشميسي، لكن في النهاية، الأهم هو الرعاية الطبية الأساسية في الوقت المطلوب وبالكفاءة المطلوبة.
بعد عرض التجربة لدي ثلاث رسائل؛ الأولى، أناشد سمو أمير منطقة الرياض وهو الداعم لكل مشاريع العاصمة ومعالي وزير الصحة بسرعة إنجاز مشاريع الشميسي والتي اطلعنا على مجسماتها في بهو المبنى. إنها أولوية قصوى عطفاً على حجم ونوعية المرضى الذين يخدمهم هذا المستشفى. أكرر أهمية نوعية المرضى وهم كافة المواطنين دون تحديد فئة بذاتها. عندما احتجنا العلاج بعيدا عن مرجعيتي الوظيفية وألقابي المتنوعة خدمني الشميسي كمواطن أولاً وأخيراً. كما أنها أولوية إدارية في ظل التوجه بوضع مدينة سعود الطبية على رأس قائمة أحد التجمعات الطبية الكبرى. مع رجاء التوقف عن المعاناة المتكررة مع هذا المستشفى بكثرة إعادة مخططاته وخططة كل فترة. أنجزوا ماهو مقرر ومخطط لأن إعادة التخطيط تعني تأخير المنجز سنوات إضافية، كما حصل في مشاريع أخرى في وزارة الصحة منذ عدة سنوات.
أشكر الكوادر المميزة بهذا المستشفى وسعدت بأن كثيراً منهم أبناء وبنات الوطن، وأطرح الرسالة الثانية لمعالي وزير الصحة والقائمين على هذا المستشفى، بضرورة دعمهم وتحفيزهم بمزيد من التدريب. لقد استعمت لبعضهم و لمست شكوى بنقص برامج التدريب على رأس العمل سواء بالمستشفى ذاته أو بالتنسيق مع المستشفيات ومراكز التدريب الأخرى. أمر جميل أن تكون تلك رغبة الموظفين النابعة من حماسهم وهمتهم العالية لتقديم أفضل الخدمات. التدريب الدائم مطلوب لجميع الموظفين بدءاً من موظفي الاستقبال والخدمات العامة والإدارة حتى المهنيين في التخصصات الطبية والصحية الأخرى.
الرسالة الثالثة لمعالي وزير الصحة برجاء دعم تحقيق الرؤية/ الحلم الذي يسعى إليه الجراح القدير الدكتور صالح الحارثي و المتمثل في تأسيس مركز متقدم للإصابات والعظام والمفاصل بهذا المستشفى أو بمكان آخر بمدينة الرياض. عمليات العظام والمفاصل مشتتة بين عدة مراكز وتركيزها في مكان واحد سيجعلها أكثر تطوراً وتميزاً في الحجم والكلفة ونوعية الخدمة والتدريب والتطوير. نحن من أعلى الدول في نسبة الحوادث ولايوجد لدينا مركز متقدم في علاج الإصابات والحوادث والمفاصل...
حفظ الله الجميع من كل شر.