د.عبدالعزيز الجار الله
المؤتمرات التي تقيمها الجامعات وتنفذها داخل حرمها الجامعي، يهدف منها في الدرجة الأولى أن ينعكس على جهات فريق العمل المنظم.. مثالاً لذلك (مؤتمر واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من الجماعات والأحزاب والانحراف)، الذي عقد على مستوى الجامعات السعودية في جامعة الإمام يوم الأحد الماضي وضع الجامعات أمام مسؤولياتها في حماية بيئة الجامعة من الجماعات والأحزاب المنحرفة وتوعية المجتمع من أن تكون سهل الانقياد، بل المبادرة المستدامة في محاربة الفكر المنحرف.
السعودية استهدفت في شبابها ممن هم في المرحلة الثانوية والجامعية ليكونوا الخصوم لحكومتهم، وكاد الأعداء أن ينجحوا لولا حماية الله وجهود الدولة في الدفاع القوي وكشف هذا الخطر وساعد في ذلك وعي المجتمع وسرعة الخطوات التي أتخذت الدولةلتقوية بنية المجتمع، كان ذلك مع الإرهاصات الأولى التي هبت على العالم العربي مع الألفية الثالثة وإنتشار الإنترنت على نطاق واسع وقد مهد لها من عام التسعين الميلادية من حرب الخليج الثانية احتلال العراق للكويت وما عرف بالاستعانة بالقوات الأجنبية، ثم احتلال أمريكا للعراق عام 2003م، وتسليم أمر العراق لإيران، ثم الحدث الأكبر بداية الفوضى الخلاقة بالوطن العربي (الربيع العربي) عام 2009م.
الذي قاد الفوضى الخلاقة والربيع العربي هم الشباب في الجامعات والشوارع والمقاهي عبر المواقع والتواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، قيادة جماعية وإلى المجهول، والذي حمى بلادنا هي إرادة الله ثم القيادة الوعية في الدولة وسرعة إجراءاتها في ضبط الجامعات ومعالجة البطالة حينها وتمتين الولاء والانتماء، فكان العمل مكثفاً وأخذ أشكالاً عدة منها على مستوى الجامعات:
إنشاء المدن الجامعية.
استكمال مشروع جامعات المناطق.
إنشاء الجامعات الناشئة.
افتتاح الجامعات والكليات الجديدة.
التوسع في الجامعات الأهلية.
إنشاء برامج ابتعاث للخارج والداخل.
بناء مجمعات أكاديمية في المدن الصغيرة.
بناء كليات البنات العاجلة خلال (18) شهراً.
كانت هذه الإجراءات تمتص الوهج الذي أشعله الربيع العربي، وبقي العمل العدواني المبطن الذي مازال قائماً تحركه القوى المعادية من إيران وغيرها ممن لا يروق لهم استقرار السعودية والخليج والوطن العربي، ومازالت دول العدوان تعمل في شبكات الإنترنت تخاطب شباب الجامعات وجميع شرائح المجتمع على خلق الفوضى في أوطانهم.
جامعة الإمام والجامعات السعودية تحملت مع مسؤولية محاربة الفكر الضال والجماعات والأحزاب المنحرفة وواجهتها بالسر والعلن وكشف أوراقها، وهذا أحد الأدوار المهمة للجامعات أن لا تكون بؤرة أو محايدة بل تكون قوة تقاتل الأعداء بالمحافل الفكرية وتصادم بكل الأدوات الدفاعية التي تمتلكها.