غسان محمد علوان
شارفت الفترة الشتوية للانتقالات على الانتهاء، وتعاقدت الفرق مع لاعبين جدد لسد نقاط الضعف في تشكيلتها أو لاستبدال من لم يستطع إقناع المدربين والجماهير. ولازال الهلال (حتى لحظة كتابة هذا المقال) دون أي توقيع جديد. فاللاعب المغربي أشرف بن شرقي لم تطأ قدماه الأراضي السعودية، ولم تظهر له صورة وهو يوقع على عقد انتقاله. واللاعب الأرجنتيني (سيروتي) كسابقه، لا حضور ولا توقيع، بل زاد على ذلك بعض الأقاويل بأن الصفقة تواجه بعض الصعوبات التي من شأنها أن تنهي الحكاية بأكملها.
العجيب في الأمر أن الهلال كان أول الفرق علماً باحتياجاته، فإصابة ادواردو بقطع في الرباط الصليبي والتي حدثت قبل أكثر من شهرين أوجبت البحث عن بديل يسد ذلك الفراغ الكبير الذي سيخلفه غياب أهم مفاتيح قوة الفريق الهلالي فور الإعلان عن الإصابة. وبالإضافة لغياب ادواردو، احتاج كل المتابعين تسعين دقيقة فقط للحكم على ماتياس بريتوس، لدرجة تشكيك يلامس اليقين في من أشار وأصر على التعاقد معه. فالصورة واضحة منذ فترة كافية جداً لدراسة كل الملفات المطروحة والتأني في الاختيار وإنهاء التعاقد مبكراً، ليكون البديلان جاهزين للعب فور فتح باب التسجيل، وليس بعد إغلاقه بفترة لا يعلم مدتها سوى الله.
تأخر التعاقد وإنهاء الصفقات أصبحت ميزة هلالية يتفرد بها بشكل لا يصدق، فقد قلت لبعض الأصدقاء من باب التندر إن الهلال سيعلن عن صفقاته قبل إغلاق الفترة بيوم أو يومين، ثم سيحضر اللاعبون بعد إغلاق الفترة، وستتوقف مشاركتهم بسبب عدم وصول بطاقاتهم الدولية، ثم لعدم الانسجام والرغبة في التدرج في إشراكهم. وللأسف ما قلته وقاله غيري أصبح واقعاً.
يبقى الأمل الهلالي متى ما تمت تلك الصفقات، بأن يضيف الوافدان الجديدان على تشكيلة الفريق بعض الفوارق المهارية الشخصية التي من شأنها أن تجلب الأهداف والنقاط. أما الأسلوب وطريقة اللعب المملة التي ينتهجها رامون دياز في كثرة الاحتفاظ بالكرة وتعذيبها بكثرة التمريرات بين أقدام كل اللاعبين لتصل في آخر المطاف لأحد الأظهرة المتقدمين ليعرّضها كيفما اتفق فهي مستمرة باستمرار دياز.
فبعد حضور أحد التمارين الهلالية، تأكدت و من معي، أن كل هذه الرتابة ليست تقصيراً من اللاعبين في تنفيذ ما يطلب منهم في التمارين، بل هو تنفيذ دقيق لما يطلبه مدربهم منهم. فالتأكيد على عدم اللعب السريع وكثرة التمرير في التمارين، ستعقبه نتيجة حتمية بإعادة المشهد خلال المباريات.
أعيد وأكرر، إن كتب الله توفيقاً للهلال في تحقيق الدوري أو في التأهل الآسيوي، فإنه سيكون حتماً بتأثير مباشر للفوارق المهارية والشخصية التي يمتلكها بن شرقي و سيروتي (إن تمت الصفقتين)، و بخروج بقية لاعبي الهلال عن النص العقيم الذي يفرضه عليهم مدربهم العجوز. فتكرار نفس الأسلوب غير المفيد والذي حفظه منافسو الهلال عن ظهر قلب، لن تنتج عنه فوائد مبهرة على الإطلاق.