فيينا - النمسا:
في إطار احتفالات صندوق أوبك للتَّنمية الدوليَّة (أوفيد) بالذّكرى السَّنويَّة الثّانية والأربعين لمسيرته الإنمائية وجهوده في القضاء على الفقر بكافة أشكاله وتحقيق تنمية مستدامة عادلة، دشَّن المدير العام، الأستاذ سليمان جاسر الحربش، بمرافقة القائم بأعمال سفارة جمهوريَّة العراق لدى النمسا، السيد عزت البهاديلي، معرضاً مشتركاً بعنوان «في جنات عدن - أهوار بلاد ما بين النهرين».
وشهد مراسم تدشين المعرض حشد من السفراء ورؤساء البعثات الدِّبلوماسية لدى النِّمسا، وكوكبة من رجال الأعمال والإعلاميِّين وناشطات الأعمال الخيريَّة، وغيرهم من المهتمين بهذا اللون من الفنون.
وقد استهل الحربش كلمته الافتتاحية مشيداً بمسيرة أوفيد الناجحة على مدى العقود الأربعة الماضية قائلاً «لقد تطورنا من مجرد حساب مؤقت تحت مسمى صندوق أوبك الخاص لنصبح مؤسسة مالية إنمائية دولية رائدة تساهم في صياغة جدول أعمال التنمية المستدامة وتساعد في التخفيف من حدة الفقر في جميع أنحاء العالم.
وأشاد السيد الحربش أيضاً بالاعتراف الذي تلقاه أوفيد خلال السنوات الأخيرة من بعض روّاد التنمية الدولية مثل: الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون؛ ورئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم؛ ووكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة والممثل الخاص للطاقة المستدامة للجميع، كانده يوم كلا؛ والمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، لي يونغ، الذي شارك في المعرض الاحتفالي بالذكرى السنوية لأوفيد. وقد ثمن الجميع جهود أوفيد الرائدة للتخفيف من وطأة الفقر في مجال الطاقة.
وعبر المدير العام عن ارتياحه أن هدف القضاء على فقر الطاقة الذي انطلق من قمة أوبك الثالثة في الرياض في نوفمبر 2007 وتولي أوفيد تنفيذه وجد مكانه ضمن أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي صادقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي معرض تعليقه بشأن استضافة معرض ‹في جنات عدن - أهوار بلاد ما بين النهرين،› أشار الحربش إلى «أنه يأتي في سياق هدفي التنمية المستدامة الرابع عشر والخامس عشر على وجه الخصوص إذ يركز على مسؤوليتنا في حماية موارد المياه والأراضي الثمينة على كوكبنا لا سيما وقد وُضعت منطقة الأهوار ضمن لائحة التراث العالمية كمحمية طبيعية دولية.» وأضاف «أن المعارض التي يستضيفها أوفيد تأتي في مجملها في إطار أنشطته لتسليط الضوء على ثقافات البلدان الأعضاء والشريكة والبلد المضيف لتعزيز الحوار بين الثقافات من خلال الفنون الإبداعية وترسيخ التفاهم العالمي الضروري لإحلال السلام اللازم لتحقيق تنمية مستدامة عادلة.
وعلى هامش احتفالاته بالذكرى السنوية، وقع المدير العام مع رؤساء كل من البنك النمساوي للتنمية ونظيره الهولندي، اتفاقية مشتركة يتم بمقتضاها تقديم تمويلات ميسرة قدرها 67.5 مليون دولار أمريكي لمدة خمس سنوات لصالح بنك لبنان والخليج لدفع عجلة التّنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة الشّاملة في لبنان من خلال تمويل الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة الحجم.
خلال مراسم التوقيع، أثنى الحربش على هذه الاتفاقية إذ تأتي تفعيلاً للهدف الثّامن من أهداف التّنمية المستدامة الذي يركز على النّمو الاقتصادي الشّامل المستدام للجميع من خلال توفير العمل المناسب لهم فضلاً عن كونها تأتي في إطار الهدف السّابع عشر الرّامي إلى تعزيز وسائل التّنفيذ وتنشيط الشّراكة العالمية من أجل التّنمية المستدامة. وأكد أن نجاح جدول أعمال التنمية المستدامة يتوقف على مدى القدرة على حشد الشراكات العالمية الجديدة جنباً إلى جنب مع الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مشيداً بدور أوفيد في هذا الصدد.
وختاماً، حث الأستاذ الحربش على ضرورة تشجيع وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم باعتبارها من أهم روافد عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول بشكل عام، لاسيما الدول النامية إذ تساهم في معالجة الفقر من ناحية والقضاء على البطالة من ناحية أخرى.