فضل بن سعد البوعينين
تحول برنامج «MBC في أسبوع» إلى منصة فضائية موثوقة لطرح القضايا المجتمعية المهمة؛ وتسليط الضوء عليها؛ ونقل صوت المواطن للمسؤول المعني بمعالجة قضاياه المعلقة؛ بعيداً عن البيروقراطية التقليدية. وللأمانة؛ فتفاعل الوزارات والمؤسسات الحكومية مع ما يطرح في البرنامج عزَّز فاعليته؛ وأسهم في تحقيقه المنفعة المزدوجة للمواطنين والمسؤولين في آن. فالمنصة الإعلامية المفتوحة قدمت لأصحاب المعالي الوزراء صورة واقعية لمخرجات وزاراتهم وإداراتهم في المناطق البعيدة عن أعينهم؛ وساعدتهم على اتخاذ القرارات العاجلة لمعالجة الملفات المعلقة؛ كما أسهمت في معالجة قضايا المواطنين وتقديم الحلول الناجعة والسريعة لها؛ ما يستوجب دعم البرنامج والتعامل معه كشريك يقدّم المعلومة النقية، ويساعد في معالجة الملفات الأكثر ارتباطاً بالمواطنين.
الزميل «عوض الفياض» نقل مشاهد حيَّة من مزارع الجبيل التي تحولت إلى مجمعات سكنية لعمالة المنطقة الصناعية التي لم تجد في مدينة الجبيل الصناعية سكناً لها؛ ما دفع بها نحو مخطط وزارة البيئة والمياه والزراعة المخصص للتنمية الزراعية؛ والذي تحول مع مرور الوقت؛ إلى عشوائيات سكنية تؤي مئات الآلاف من العمالة الوافدة في غفلة تامة من الجهات الرقابية والتنظيمية. جيوب متناثرة مكتظة بالعمالة الوافدة، تحيط بها المخالفات التنظيمية، والبيئية، والعمالية، من كل جانب. تهاون الجهات المسؤولة عنها سمح بانتشار عدوى المخالفات في المخطط الزراعي؛ وتمدد الجيوب السكانية فيها؛ فشكلت فيما بينها؛ تجمعات بشرية معزولة عن سطوة الرقيب؛ تحول دون دخوله فيها المخاطر المرتفعة. قرب تلك التجمعات السكانية المخالفة من محيط الصناعات البتروكيماوية يرفع من مخاطرها الأمنية؛ عوضاً عمَّا تشكله من ملجأ محتمل لمخالفي أنظمة الإقامة والعمل.
نقل تقرير الزميل «الفياض» على لسان أحد ملاك المزارع معلومات مهمة عن بحيرات الصرف الصحي؛ والمخلفات الصناعية الخطرة التي يتم تفريغها من قبل العمالة الوافدة في بعض المزارع والمنطقة المحيطة بها؛ مستغلين غياب الرقابة والمتابعة وضعف تجاوب الجهات الرقابية ومنها وزارتي البيئة والشؤون البلدية. ما لم يقله التقرير؛ أن آبار بعض المزارع الناضبة؛ تحولت إلى خزانات طبيعية لضخ مياه الصرف الصحي والمخلفات السائلة فيها؛ ما ينذر بكارثة مدمرة لصحة الإنسان وسلامة البيئة. حتمية اختلاط تلك المياه الخطرة بخزانات المياه الجوفية بمستوياتها المختلفة سيسمح لها بالعودة من جديد إلى السطح لري المزارع الأخرى؛ أو ربما لآبار المياه التي تستخدم لري الأنعام وبعض الاستخدامات البشرية.
أنفقت المملكة مئات المليارات دعماً للقطاع الزراعي، وخصصت مساحات شاسعة من الأراضي المهمة لمواطنيها الذين تسابقوا للحصول على المنح للاستفادة منها في المشروعات الزراعية؛ إلا أن تهاون الوزارة في المحافظة على طبيعة تلك الأراضي الزراعية؛ وتقصير الجهات الرقابية والتنظيمية في تطبيق التشريعات الكفيلة بحمايتها وحماية المجتمع من مخاطر تغيير نشاطها الذي خصصت له؛ سمح بظهور الجيوب السكانية التي شكلت فيما بينها عشوائيات العمالة الخطرة. مخطط الجبيل الزراعي يشكل نموذجاً حياً لغالبية المخططات الزراعية في المملكة؛ والتي حولت إلى مجمعات سكنية أو مرافق خدمية أو مستودعات صناعية وتجارية في مخالفة صريحة للأنظمة والتشريعات.
نجح فريق عمل برنامج «MBC في أسبوع» بتعليق جرس مخاطر تجمعات العمالة السكانية في مزارع الجبيل؛ على أمل أن تقوم الجهات المسؤولة بدورها المأمول في معالجة المشكلة وتحييد مخاطرها وتفعيل الأنظمة الكفيلة بمنع حدوثها مستقبلاً. شكراً للزميلين علي الغفيلي؛ مقدم برنامج MBC في أسبوع؛ و«عوض الفياض» وفريق العمل على جهودهم الإعلامية الوطنية الهادفة.